م. خالد إبراهيم الحجي
المعارض الدولية كثيرة ومتنوعة، وتُعقد طبقاً لطبيعة التخصصات والمجالات التي أقيمت لأجلها، وقد يصاحب إقامة المعارض أيضاً انعقاد الندوات القصيرة التي توضح نشاطات المشاركين وآخر ابتكاراتهم. ويسافر المشاركون والزوار إليها من مختلف المؤسسات والشركات، والهيئات الحكومية والعلمية، والأفراد، من كل حدب وصوب.. وعقد المعارض وإقامتها من حيث التوقيت، ينقسم إلى نوعين الأول: موسمي مؤقت، ويكون في وقت محدد وقصير، مثل: معارض المكياج وأدوات الزينة، ومعارض الأطعمة الدولية، ومعارض الرسومات الفنية، والسيارات والطائرات والمخطوطات والآثار التاريخية، وغيرها من المعارض الأخرى التي تعرض التطور في مجالات الزراعة والبناء والصناعة والتجارة، وآخر ابتكارات الاتصالات والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة. والنوع الآخر من المعارض: دائمة ومستمرة طوال العام، مثل: معرض دارة الملك عبد العزيز، والمعرض المصري لتاريخ الفراعنة، ومعرض اللوفر في باريس.. ومع تزايد ارتباط الحياة المعاصرة اليوم بالعلوم والتكنولوجيا، تزايد انعقاد المعارض المختصة بالعلوم، والتقنيات الحديثة في دول العالم المتقدمة.. وبات الإنسان المعاصر، اليوم، يحتاج إلى قدر معقول من الثقافة العلمية والتقنية، ليتخذ قراراته بشكل مستنير وصحيح في مختلف المجالات التي تمس حياته اليومية، مثل: الصحة العامة، والإعلام الحديث، وأجهزة التكنولوجيا التي نستخدمها، وغيرها من ثقافة المعلومات المرتبطة بالحياة اليومية.. وفي ظل الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المملكة، والتطور التقني السريع، لا يوجد في المملكة العربية السعودية، حتى الآن، معارض علمية تُظهر وتُبرز مخرجات مراكز البحث العلمي في المملكة التي يزيد عددها عن 150 معهداً ومركزاً «بحسب بيانات قاعدة معلومات المعاهد والمراكز البحثية التي تظهر على بوابة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة على شبكة الإنترنت»، بعضها تحت إشراف الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة، والبعض الآخر تحت إشراف الجامعات السعودية. ناهيك عن الأبحاث التي تقوم بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.. وبلا شك فإن عقد معرض سنوي لمخرجات البحوث العلمية السعودية يحقق الفوائد التالية:
(1) : يتيح لكل مركز أبحاث أن يعرض مخرجاته العلمية، وآخر ما توصل إليه في مجال البحث والمعرفة، والتعريف بأهميتها العلمية في حياتنا اليومية.
(2): يتعرف الزائرون على الباحثين والمسؤولين القائمين على هذه المخرجات البحثية المتخصصة، بصفتهم مرجعيات علمية مرموقة، ذائعة الصيت في مجال اختصاصهم، فيسهل على القطاع الخاص والعام الاستعانة بآرائهم وتوصياتهم العلمية السديدة عند حاجتهم إليها.
(3): المعرض سيكون همزة وصل، وتعارف بين المستثمرين الزائرين، وأصحاب البحوث العلمية والابتكارات التكنولوجية، مما يتيح فرصة تحويلها إلى تطبيقات عملية ومشروعات تجارية، والاستفادة منها في الحياة اليومية على أرض الواقع، وأحسن مثال على ذلك: بداية شركة محرك جوجل الشهير الذي بدأ في صورة مشروع بحثي بواسطة (لاري بيج) وبمشاركة زميله في البحث (سيرجي برن)، وذلك حينما كانا طالبين يقومان بتحضير رسالة الدكتوراه بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا.
(4): انعقاد المعرض سنوياً، يتيح الفرصة لخريجي الثانوية العامة لمطابقة ميولهم العلمية مع المسارات الإبداعية لكل جامعة، وفي الوقت نفسه، يتيح المعرض للجامعات التعرف على النابغين منهم واستقطابهم.
(5): سيولد المعرض مناخاً حقيقياً من التنافس العلمي والإبداعي بين مراكز البحث العلمي المختلفة والجامعات، ووجودها سنوياً تحت سقف واحد؛ سيفتح قنوات الاستفادة والتعاون، والتكامل بين بعضهما البعض، بما يخدم البحث العلمي والتكنولوجي.
(6): سيولد انطباعاً من الشعور بالفخر عند الآباء والأمهات، والمسؤولين الحكوميين، وعامة الجمهور بالإنجازات العلمية والابتكارات التكنولوجية، بالإضافة إلى الاعتزاز بالوطن وأبنائه.. كما يمكن بعد نجاح تجربة إقامة المعارض السعودية السنوية، توسيع التجربة خليجياً لتشمل مخرجات مراكز الأبحاث العلمية والعلوم التقنية لدول مجلس التعاون الخليجي.