علي الخزيم
استَنِد إلى تقرير إعلامي يشير إلى أن المملكة العربية السعودية تأتي ضمن البلدان الأسعد والأكثر تحسناً بين دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى؛ وهذا بناء على تحليل بيانات تقرير السعادة العالمي للكشف عن متوسط درجات مقياس سعادة مواطني الدول بين عامي 2018 و2020، ومخطئ من يرى السعادة بزيادة أرقام الرصيد البنكي فقط، المال عنصر مهم لتحقيق بعض عناصر السعادة وليس كلها، غير أن معايير ومقومات للسعادة لا تُشترى بالأموال، فلا بد من تصورات واستعدادات وأفعال وممارسات فردية وجمعية لصناعة السعادة للفرد والأسرة، وللتذكير - وعلى سبيل المثال - فإن اختيار المدن الصحية بالعالم يعتمد على جملة من المعايير بيئية وصحية واجتماعية، فبعد قياس درجات صحة البيئة، والمنتجات الزراعية والقدرة التجارية الاقتصادية ونحو ذلك؛ تتجه المعايير لقياس تعاون المجتمع وتكاتفه وتكافله بالمجالات المتعددة، وبمعايير تُعنى بصحة المجتمع بكل جوانبه وشؤون حياته، وهذا ما فهمته حينما تم اختيار مدينة (البكيرية بالقصيم) كأول مدينة صحّية بالمملكة والعالم مُتفوقة على مدينة يابانية مُنافسة غاب عني اسمها، فقد سجَّل أهالي المدينة الصحية الأولى بسجلِّهم الاجتماعي أنهم من خير المجتمعات ائتلافاً وتعاوناً وحرصاً على المصلحة العامة، لذلك أنجبت مدينتهم - وما زالت - كبار العلماء وأسماء بارزة تتولى مناصب مهمة بالدولة، ومن رجال الأعمال الأثرياء المؤثرين لإسعاد المجتمع بمراكز الرعاية الاجتماعية والأعمال الخيرية الإنسانية والمشروعات الحيوية من إنشاء الجامعات والكليات المتخصصة؛ والطرق الدائرية ومراكز التدريب على حسابهم الخاص كمشاركات اجتماعية للنهوض بمدينتهم ومساهمة مع جهود الدولة أعزها الله.
ومع جائحة كورونا فإن التقارير المرصودة لم تُهمل الآثار المترتبة على الوباء وردود أفعال الدول حوله وجهودها لمكافحته، فقد تباينت القياسات بحسب درجة استجابة كل دولة، وبفضل الله سبحانه كانت (مملكة العزم والحزم والإنسانية) من أعلى دول العالم تقييماً بهذا الجانب متفوقة على كثير من الدول المتقدمة بتقديم أجل وأوفر الخدمات بالمجان للمواطن والمقيم على حد سواء بما في ذلك جرعات التطعيمات ضد (كوفيد (19) إذ إن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - لا توفر مالاً ولا جهداً من شأنه إسعاد المواطن والمقيم على أرض المملكة، وهذا سر وعامل مهم من معايير السعادة التي يعيشها مجتمع السعودية وضيوفه من المقيمين والزوار على مدار العام.
وتكريساً لمبادئ التكافل الاجتماعي ومؤشرات جودة الحياة بالمملكة فقد صدر مؤخراً نظام حقوق كبير السن وينص على مهام وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمساعدة كبير السن المحتاج، بحال عجز العائل عن توفير الرعاية له، ولم يكن في أسرته من هو قادر على إعالته وفقاً لما تحدده اللوائح المُنظمة لذلك، وكنموذج للمجتمع الإسلامي الناضج المتماسك تكافل المجتمع السعودي بتسديد ديون كثير من المديونين، وخير مثال منصة (إحسان) حيث بلغ ما وصلها من التبرعات مليار ومئات الملايين من الريالات، وكذلك منصة (فُرِجت) للإفراج عن المساجين المُعسرين ونحوهم، فحين يتوفر الإيمان بأهمية الصدقة ومكانة الزكاة وفضل التيسير على المعسر ستتحقق سعادة هذه الشريحة من المجتمع لتزيد نسبة السعداء.