«الجزيرة» - محمد العيدروس:
استذكرتْ مارتينا سترونج» القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية « في المملكة العربية السعودية حديثها عن سفينة (كوينسي) قائلة: «كانت سفينة حربية أثناء الحرب العالمية الثانية، وما يميزها أنها مُنذ 76 عاماً بدأت علاقتنا على ظهر هذه السفينة الحربية، وكان أول لقاء جمع جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والرئيس الأمريكي روزفلت، ويُعدّ هذا الاجتماع الوحيد بين القائدين، وحدث ذلك في فبراير عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية». أكملت حديثها قائلة: «وصلت للسعودية منذ فترة تجاوزت الثلاث السنوات، وخلال فترتي هنا حظيت بفرص عظيمة لاستكشاف المملكة، وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قنصليات في جدة والظهران فإن أول زياراتي كانت لهاتين المدينتين كما زرت بعض مناطق المملكة ووجدت تنوعاً مذهلاً في مختلف المناطق». وعبرت مارتينا سترونج عن حبها لمدينة الرياض قائلة: «تستمر في كونها تجربة مذهلة بالنسبة لي، وكذلك لكل موظفي السفارة الأمريكية، نقوم بشكل دوري بزيارة المتحف الوطني وكذلك إلى قصر المصمك والدرعية ونملأ أوقاتنا بكل ما يحدث في الرياض، ونحن نتطلع قدماً لموسم الرياض ولكل الحفلات والعروض المصاحبة له». واستمرت في حديثها من خلال برنامج «الدبلوماسي» الذي يبث بشكل أسبوعي عبر قناة السعودية: «علاقتنا مع السعودية تمتد لثمانية عقود حيث بدأت في ثلاثينيات القرن العشرين عندما وصلت أول الشركات الأمريكية للسعودية بدعوة من جلالة الملك عبدالعزيز لاكتشاف وتنقيب النفط، ونحن فخورون جداً بهذا التاريخ، في تلك الفكرة المبكرة من طريق المملكة المذهل نحو التطور ونحو النمو الاقتصادي والازدهار». وأكملت مارتينا حديثها: «دوماً أسعد وأفتخر بزيارة الشركات الأمريكية هنا في السعودية واستمر تواجدها لعقود عديدة، وكذلك ساهمت في شراكتها مع أصدقائها السعوديين في بناء مدن مثل الجبيل، واليوم بينما نتحدث يقومون بتشييد مدينة نيوم ونحن نفخر بهذا التاريخ الطويل من التعاون وبالجهود المشتركة التي ساهمت في ازدهار المملكة وكذلك في ازدهارنا». وعند تحدثها عن الشعب السعودي والأمريكي قالت: «يوجد لدينا 35 ألف طالب سعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك آخرون يعملون وفي الوقت نفسه هنا في السعودية يوجد حوالي 80 ألف أمريكي يعيشون في مختلف أنحاء المملكة». وأشادت مارتينا بالنساء السعوديات قائلة: «من التجارب التي حظيت بههنا في المملكة والتي أود إبرازها كانت التعرف على النساء السعوديات، فهن يتمتعن بالشجاعة والإقدام والبراعة، وعلى الناس أن يستوعبوا أنها ليست ظاهرة جديدة، وقد حظيت بشرف التعرف على بعضهن، كذلك سعدت بالتعاون مع صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما في أهدافنا المشتركة. وحول تطوير التجارة والتبادل والاستثمار الثنائي، فهي شريك مؤثر بين السعودية والولايات المتحدة، وهناك مبادرة أطلقناها في السفارة بالتشارك مع صاحبة السمو الملكي تحت اسم (تحفيز)، وهي مصممة لمساعدة النساء السعوديات لاستكشاف فرص العمل وريادة الأعمال».
اختتمت مارتينا حديثها قائلة: «أود أن أقول لأصدقائنا السعوديين شكراً لكم لكل الصداقات والشراكات التي حظيت بها وكذلك كامل البعثة إلى المملكة العربية السعودية عبر سنوات، نحن في وقت شديد الحيوية هناك الكثير من التغيير ونحن متشوقون جداً حيال رؤية 2030 ونود أن نكون شركاءكم ونود أن نحرص على نجاحكم في تحقيق الرؤية».
ومما يجدر ذكره فإن برنامج (الدبلوماسي) يأتي ضمن سلسلة من البرامج المميزة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، خلال دوراتها البرامجية المستمرة الأخيرة من خلال تركيزها على المحتوى المحلي وإبراز الجوانب الثقافية والتطورات التي تشهدها المملكة مؤخراً، ويتم عرض البرنامج عبر قناة السعودية بواقع حلقة في كل يوم اثنين أسبوعياً يتم فيها استضافة دبلوماسيين في المملكة لرواية تجاربهم ونقل تصوراتهم عن المملكة ضمن الدور الذي تمثله الهيئة كصوت أساس للإعلام السعودي.