عبده الأسمري
لا.. أداة النهي ولغة المنع ووسيلة الاعتراض.. حرفان يمثلان «إجابة» تستوجب الاختفاء أحياناً وتقتضي الظهور أحايين كثيرة..
كم منعت هذه «اللاء» الإنسان من الدخول في «الخطأ» أو الوقوع في «المخالفة» أو السقوط في «الفشل»
لا.. لكل مسؤول يرى أن عمله المفترض وواجبه الحتمي مقترن بالفلاشات والأضواء.. ألم يعلم أن المسؤولية «أمانة» لا تقتضي التطبيل وأن «الأمانة» مسؤولية لا تحتاج إلى «التبجيل» وأن «المواطن» هو شاهد الإنجاز الأول على أرض الحقيقة لا أمام «الكاميرا» وأن الواقع الملموس في الأداء هو «البرهان» الوحيد على الكفاح والنجاح..
لا.. لكل رجل أعمال رأيناه ينعم بتسهيلات «الوطن» ويتنعم بمزايا «الاقتصاد» ثم يحتجب في مواطن «المسؤولية» الاجتماعية ويختفي حين مشاهد «الحتمية» الإنسانية ممارساً توزيع «زكواته» في مساحات بعيدة عن محيط «الأقربين».. أين الوطنية الصادقة ورد الفضل لوطنه ومجتمعه؟
لا.. لكل «مشهور» مفلس تجرد من «الرقي» فمارس السخف وتورط في السفه واستعان بالسفهاء في إعلان «السخافة» ونشر «التفاهه».. ولاءات مضاعفة لكل من تابعه أو اقتفى أثره من «قوافل» الحمقى.. فالمحتوى التافه دليل «اختلال» عقلي و»اعتلال» سلوكي.. أين القيم والحياء من قواميس هؤلاء «التافهين».. ننتظر حملة «منهجية» لطمس «الضجيج» السمعي و»التشوه» البصري.. فقد طفح الكيل.. لا.. وألف لا لكل شخص حاول الإساءة إلى عقيدتنا وديننا وشريعتنا السمحة أو تطرق لها بالتحريف أو «التأويل» أو «التضليل» فدستورنا «القرآن الكريم» الكتاب المنزل بالحق القويم والشرع المتين.. ولنعلم أن دفاعنا عن ديننا الحنيف ضد كل من يحاول المساس به «واجب» شرعي و»فرض» ديني و»أمر» حتمي.
لا.. لكل ناكر للجميل ومنكر للفضل يحاول أن يسيء لوطننا أو قيادتنا أو مقدراتنا أو هويتنا سنكون له بالمرصاد في «جبهة» قوية تسقط أمامها كل جيوش «المكر» وتنهزم حولها شتى «خلايا» الحقد.. فرايتنا ووحدتنا الوطنية ولحمتنا مع القيادة «عهد» دائم و»ميثاق» مستديم ينبع من «وطنية» صادقة قوامها «الوفاء» ومقامها «الانتماء»..
لا.. لكل إنسان مارس «العنف» بأي صورة من الصور التي تخالف «الفطرة» السوية للبشر.
لا.. لكل أم «غافلة» و»متهاونة» و»متخاذلة» غفلت عن تربية بناتها وتوجيههن إلى حتمية «الحشمة» وضرورة «العفة» وأهمية «الحياء» ورسبت في اختبار غرس «القيم».
لا.. لكل تاجر تجرد من إنسانيته وأمانته وتمسك بالجشع والطمع وحول تجارته إلى مصيدة لأموال المستهلكين دون مراعاة للظروف وبلا إذعان للأنظمة..
لا.. لكل طبيب استغل المرضى واستنزف جيوب المتعبين فكان في هيئة «مرض» بشري يزيد من أوجاع المراجعين ويثقل كاهل «المرافقين».
لا.. لكل مسؤول استغل نفوذه في تمرير مصالحه واستنزف «مال» الدولة وصادر «أمنيات» المواطن ولا لكل موظف سانده من «شلة» الفساد في اختلاس أو تزوير أو رشوة.
لا.. لكل عالم يرى فيه «الناس» قدوة «علمية» و»أنموذج» شرعي أساء إلى مسيرته بسقطة مفاجئة في مجال لا يليق بشخصيته جعلته يشوه «صفاء» الحسنى بنقاط قاتمة من سلوك «غريب»!!
لا.. لكل إنسان اقترف من «مشارب» معروف الغير ثم جحد ولا لكل شخص استفاد من وقفات «الآخرين» ثم أنكر.. هذه اللاء ترفض «النكران» وتستنكر «الخذلان» الذي صنعته هذه «الشخصيات» الناكرة.
لا.. لكل مسؤول جاء إلى «منصب» ووجد أمامه الكثير من النجاحات ثم أكمل الطريق وتنكر لسابقيه وطمس معالم «إنتاجهم» ومارس الأنانية وحب الذات في تجاهل «إنجازات» الآخرين وتغافل أعمال «الغير» ولا.. لكل قائد نجح في مهامه ثم نسب الإنجاز لذاته ونسي وتناسى جهود موظفيه ومنسوبي قطاعه..
عندما نخرج اللاءات المكبوتة إلى العلن ويكون رفضها «واقعاً» في متن «الحقيقة» سيتحول ذلك إلى «آلاء» مكتوبة في وقائع «الأقدار» تتمثل في مكافحة «الأخطاء» ومجابهة «الخلل» ومنع «التخاذل» وتوظيف «المنطق» وتطبيق «النظام» وصولاً إلى «حياة» سوية في منح الحقوق وأداء الواجبات وتحقيق الأهداف.