«الجزيرة» - الرياض:
تعكس التدفقات المستمرة للمقيمين في المملكة على فعاليات «موسم الرياض»، نجاحًا استثنائيًّا لتنويع الخيارات الترفيهية في الموسم، وتلبية تطلعات المقيمين والمواطنين، الذين يشتركون جميعًا في مناحي الحياة المتنوعة، كالأعمال والتعليم والترفيه، وغيرها من المجالات التي تمثّل قاسمًا مشتركًا بين جميع سكان المملكة.
ويشارك المقيمون في المملكة بفعاليات الموسم، كخوض المغامرات الترفيهية، وحضور المسرحيات الكوميدية، والحفلات الفنية المتنوعة، كجزء من اندماجهم بالحياة الاجتماعية السعودية المميزة في جميع جوانبها، والتي يمثل الترفيه أحد أبرز عناصرها.
وتأكيدًا لذلك، يشير المقيم الأوكراني «إيغور»، الذي قدم قبل عام من بلده ليعمل في شركة سعودية هي وجهته الأولى خارج وطنه، إلى أن «موسم الرياض» يمثل نقلة نوعية في عالم الترفيه، مؤكداً أن «بوليفارد رياض سيتي» منطقة رائعة، ومشروع ترفيهي عملاق، يضم عددًا كبيرًا من الفعاليات المميزة.
المشاهدات المتكررة لمراحل بناء المنطقة وتغيّراتها في فترة وجيزة، جعلت من «بوليفارد رياض سيتي» هدفًا لزيارات إيغور، الذي لم يجد لإنجازها وصفًا أفضل من أنها «أمر مذهل ورائع».
أما عن تجربة العيش وسط الشعب السعودي، فقد كانت استثنائية على حد وصفه، إذ يؤكد أن السعوديين يتسمون بالطيب والكرم، مؤكدًا أنهم ودودون جدًا ويحبون المساعدة، وذكر مثالًا عن قصة رآها تتكرر على جوانب الطرق، حيث يقول: «إذا ذهبت للشارع وضللت الطريق، يتوقفون من أجلك ليسألوك إن كنت بحاجة للمساعدة أولًا، فالكل يبدو شغوفًا بتقديم المساعدة».
ويضيف إيغور «زملائي في العمل بعضهم سعوديون، وبعضهم أوكرانيون، وبعضهم من دول أخرى، يتحدث بعضنا إلى بعض عن ثقافاتنا، ونحاول أن نتعلم أشياء جديدة، والزملاء السعوديون يحاولون تعلم أشياء عن بلدنا، وأنا سعيد جدًا لأني هنا في الرياض، وهي تجربة مُدهشة بالنسبة لي».
وفي السياق نفسه، تشير الممرضة الفلبينية «جيسا إندريا» إلى أن فعاليات موسم الرياض دفعتها لزيارة «بوليفارد رياض سيتي»، وبدأت دهشتها قبل وصولها المنطقة، إذ استقبلتها الأضواء الساطعة، والشاشات المعلقة، والمداخل المميزة، ما جعلها تتمنى استمرار فعاليات المنطقة كل عام وكل شتاء.
إندريا التي قدمت للمملكة عام 2013م، وعملت ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية، تؤكد أنها كانت قلقة من اختلاف ثقافتها عن ثقافة الشعب السعودي، إلا أن ذلك القلق لم يستمرّ طويلًا، إذ بدأت تندمج مع المجتمع، وعاصرت التغير الكبير الذي شهدته المملكة خلال السنوات الماضية لجعل البلاد وجهة ترفيهية مفضلة لكثير من الشعوب.
أما الفلبيني «دارل»، الذي يعيش في المملكة منذ 7 أعوام، فقد فوجئ بحجم المشاريع الترفيهية التي شاهدها في موسم الرياض، إذ لم يتوقع يومًا مشاهدة المشاريع التي أصبحت واقعًا في «بوليفارد رياض سيتي»، والمناطق الأخرى للموسم الذي أدهش عشاق الترفيه والمهتمين بخياراته المتنوعة.
ومن واقع تجربته، يقول دارل: «إن الشعب السعودي طيبٌ ومضياف، ومحب لمساعدة الآخرين»، لافتًا إلى أن ذلك يشعر المقيمين في المملكة بالراحة والسعادة، مؤكدًا أن «كل شخص في هذه البلاد يمكن التحدث معه وطلب المساعدة منه، فالأمان موجودٌ هنا».
ويروي المقيم المصري حاتم السيد قصته مع فعاليات «موسم الرياض»، إذ يؤكد أنها شكّلت تحوّلًا جذريًّا في عالم الترفيه بالمنطقة، عبر برامجها وأنشطتها الجديدة والمبتكرة، والتي جعلت المملكة وجهة ترفيهية محلية وعالمية.
التعامل الرائع الذي لمسه حاتم السيد من أشقائه السعوديين خلال الأعوام الستة التي قضاها في المملكة، أسهم في سرعة اندماجه مع مختلف الأطياف، من أفراد وعائلات في مجالات العمل والتعليم والأسواق والمتنزهات، الأمر الذي جعله يشعر كأنه في بلده.
القواسم المشتركة بين السعوديين والمصريين جعلت السيد يشعر بالتوأمة بين شعبي البلدين، إذ يشير إلى تعلقه بعناصر المطبخ السعودي، مثل المندي والمظبي، كما يرى أن كثيرًا من السعوديين يميلون إلى خيارات: المحشي والكشري والملوخية، التي تعد جزءًا أساسيًّا من المذاقات المصرية.
ويرى السيد أن الحياة في المملكة أصبحت مساعدة على الإنجاز، عبر الأتمتة المتوفرة في أغلب الأنظمة التي تتم بسلاسة من خلال المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، مما أسهم في جودة الحياة، وإعطاء فرص رائعة للترفيه وقضاء أجمل الأوقات.