د. معراج أحمد معراج الندوي
عيد الحب الذي يوافق 14 من شهر فبراير يدفع الكثير من المحلات إلى عرض هدايا تختص بهذه المناسبة التي يغلب عليها اللون الأحمر، وتمتلئ بكلمات الحب والعشق، إلا أنّ الهند تقف بالمرصاد لذلك من خلال تدمير اللافتات التي تصنع لأجل هذا اليوم.
عيد الحب أو ما يسمى بـ«الفالنتاين» عيد مرفوض في الهند حيث يعد بعض المحافظين الهندوس عيد الحب «فالنتاين» عادةً غريبة مناقضة للثقافة الهندية. تعد العديد من المنظمات الهندوسية في الهند يوم عيد الحب، بأنه مناسبة تروج للقيم الغربية غير المرحب بها فى المجتمع الهندي.
شهدت السنوات الماضية وصف المجتمعات المحافظة في الهند لعيد الحب بأنه «يوم الفجور»، بناء على نظرتهم للاحتفالات من هذا النوع على أنها ممارسات غير أخلاقية تهدم قيمة الزواج التقليدي في المجتمع.
ظهرت حركات أكثر نضجًا سياسيًا تهدف إلى الحفاظ على الثقافة الهندوسية أو «الهندوتفا» في شكل حركة راشتريا سوايام سيفاك، فرغم أن التطرف الهندوسي له جذور تاريخية عميقة، فإنه لا يزال يتشكل بالأحداث الإقليمية والعالمية.
إن حركة راشتريا سوايام سيفاك التي ظهرت في عام 1924م ولم تركز على الدين بقدر ما ركزت على الهوية السياسية الثقافية الهندوسية حيث عرفت الهندوسي بأنه شخص ينتمي للتراب الهندي. تلتزم المنظمات الهندوسية بالتقاليد الهندية رافضة لكل تلك المستوردة من الغرب ورغبتها التصدّي لكل مظاهر الاحتفال بعيد الحب.
تعتزم المنظمة الهندوسية مطلع هذا الأسبوع، إنه بمجرد التأكد من تبادل أي ثنائي هندوسي للورد أو الهدايا أو إظهار مشاعر الحب في الأماكن العامة، سيجري عقد قرانهما فورا، كما لن يسلم من التتبع أي أشخاص ينتمون لديانات أخرى.
تؤمن منظمة آر أيس أيس أن الثقافة الهندوسية هي نَفَس الحياة للهندوس. ومن ثم لكي يمكن حماية الهندوس ينبغي الاهتمام أولًا بالثقافة الهندوسية، ومن هدفها هو غرس الفخر في الهندوس بثقافتهم وتراثهم وتوحيدهم حتى يتمكنوا من إدراك إمكاناتهم وإعادة الهند إلى مجدها القديم.
** **
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها - جامعة عالية،كولكاتا - الهند