عمر إبراهيم الرشيد
لا تزال الإذاعة المسموعة تستحوذ على ما بين 25 - 30% من الإعلام التقليدي عبر العالم، وتشكل المركبات والسيارات العامل المساعد على هذه النسبة، اذ مازال الناس يتابعون الاذاعات أثناء القيادة وإن دخلت الهواتف الذكية حتى على سائقي المركبات.
هذه مقدمة لما رغبت الكتابة عنه، اذ استمعت قبل أيام إلى جزء من أحد البرامج في اذاعة (الرياض) وكان التقديم مشتركاً بين مذيع ومذيعة شابين حسب ما دل عليه الأسلوب وطبقة الصوت وغيره مما تبين خلال هذا البرنامج. فقد أخذ الشاب يسرد نظرية تطور الانسان وأنه لم يكن يستطيع المشي أو الركض!، وأن قدمه لم تكن على ما هي عليه اليوم بل تطورت حتى أصبحت مقوسة من باطن القدم وغير ذلك من نظريات لا ترقى إلى الحقائق، اضافة إلى أن (نظرية التطور) التي أتى بها تشارلز داروين هي افتراضات أكد هو نفسه أنه لا يستطيع تأكيدها. والأهم أن هذه الفرضيات تخالف ما جاء في القرآن الكريم والسنة المشرفة، وأنا لست ضد طرحها بكل أمانة، إنما ينبغي على القائمين على البرنامج من معد ومقدمين وحتى المخرج، بيان وتوضيح أن هذه فرضيات وأن في ديننا من النصوص القرآنية والنبوية ما يدحضها. اذاً ينبغي أن يكون لدينا مذيعون ومعدون على قدر من الاطلاع والثقافة، فحتى كلمة (انثربولوجيا) وهو علم السلالات البشرية لم يستطع المذيع لفظه بالشكل الصحيح وتلعثم فيه في كل مرة نطق به، فالأولى أن ينطقه باسمه العربي (علم السلالات البشرية) بدلاً من تجشم لفظه الأجنبي وهو لا يعرفه!، والأعجب أنه يسأل زميلته المذيعة عن صحة نطقه فتؤكد له أن نطقه للكلمة صحيح هي الأخرى، وهل يجهله كذلك المخرج الذي ينبغي أن يصحح له تحت الهواء؟!.
قد يقول قائل هي هفوة والأمر هين، وهذا قول مردود عليه، اذ إن هذه اذاعة رسمية مسموعة عبر العالم بغض النظر عن تعداد سامعيها انما هي تبث عبر المنطقة العربية ومن يستطيع متابعتها في العالم. فالحرص على تهيئة المذيعين والمذيعات ثقافياً ومعرفياً هو أول معايير الحصول على مذيعين لهم وزنهم وتأثيرهم وحضورهم الاعلامي. وأعلم أن تسرب أو تقاعد كبار المذيعين من وزن غالب كامل وسعد العتيبي وخالد اليوسف ومحمد صبيحي، ناصر الفركز وعبدالله الراجح وغيرهم كثيرون فليعذروني ان لم آت على أسمائهم، أقول نعلم جميعاً أن غياب هؤلاء قد ترك فراغات لم يستطع كثير من المذيعين والمذيعات الجدد سدها بنفس القدرة الاعلامية والحضور وبخلفية ورصيد معرفي وثقافي كبير. فمن ينسى الراحلين ماجد الشبل ومحمد الرشيد ومحمد الشعلان وحامد الغامدي وجيلهم الذهبي!.. إلى اللقاء.