إبراهيم بن سعد الماجد
علماء الآثار يدركون أكثر من غيرهم أهمية النقوش على الصخور، لما لها من دلالات تاريخية، وآثار علمية، لا يمكن أن تكون إلا من خلال قراءة تلك النقوش، التي ربما مرّ عليها مئات، بل ربما آلاف السنين.
وبلادنا المملكة العربية السعودية زاخرة بمثل هذه النقوش، لكونها مهد الحضارة العربية، ومنطلق رسالة الإسلام، وعلى سفوح جبالها كانت الأحداث الجسام، وفي كل شبر من أرضها عاش رجال ونساء لهم حضورهم التاريخي الذي أسس لحضارة الإسلام في كل أصقاع الدنيا.
وعندما تقوم هيئات ومنظمات بالعمل على اكتشاف مثل هذه النقوش، وهذه الآثار، فهذا عمل جميل وجيد، ولكن المبهر حقًا عندما يقوم بهذا الجهد شخص واحد، وبدون أي دعم أو مساندة !! وهذا ما حصل بالفعل، فقد قام أخ كريم من المدينة المنورة اسمه محمد المغذوي، باستكشاف هذه النقوش، ونشرها على حساب خاص على تويتر أسماه - نوادر الآثار والنقوش - نشر من خلاله ما قام بكشفه من كتابات على صخور حول المدينة المنورة، لها دلالاتها التاريخية والعلمية، وكل يوم يتحفنا بجديد، وبدقة عالية!.
هذا الجهد الفردي الذي يقوم به الأخ محمد لا أدري هل وجد من الجهات المعنية تفاعلا وتقديرا أم لا، كون هذا الجهد رافدا مهما من روافد بلادنا العلمية الأثرية، وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن يكون لهذه النقوش مكتبة خاصة في المدينة المنورة، يطلع عليها كل زائر للمدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
سمو أمير المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، والذي عُرف بهمته العالية في كل ما يخدم المدينة المنورة لا شك أن هذا الأمر سيلقى من سموه التفاتة خاصة وعناية كبيرة، خاصة وأنه فريد من نوعه، وهذا التفرد يعرفه كل من له اهتمام بهذه الأمور.
هذا الجهد الفريد لم يقتصر على التصوير الفوتوغرافي، بل كذلك الفيديو، وكذلك قراءة للنص، مما يعطي للعمل صفة الكمال.
جهد فردي جميل، يجب أن يجد من الجهات المختصة كل دعم، وكل تقدير، وأن يستفاد مما تحقق في حفظه للتاريخ.
شكرًا للاخ محمد المغذوي على ما قام ويقوم به من عمل علمي هام له أثره الحضاري الهام.