إيمان الدبيّان
نواة المجتمعات، محور الحياة، هي الأسرة في كل الحالات، هذه الأسرة التي لها قائد ورب مسؤول عن واجباته لا يحول، وبحمد الله وفضله أصبح لا فرق في ذلك بين الأب والأم فكلاهما قانوناً له الحق في أن يكون رباً للأسرة بكل ما يتعلَّق بها من حقوق وقوانين؛ إلا أن الأم لا تُلزم بالنفقة التي يُلزم بها الأب، هذه النفقة التي أرى أنه آن الأوان بألاّ يُلزم الأب بها كاملة طالما هناك مساواة بين الرجل في كل شيء فلِمَ لا تكون المساواة في النفقة أيضا؟!
كتبتها كثيراً بأن الحقوق والواجبات لا تتجزأ، المرأة شريكة الرجل في العمل، في المنزل، في الأسرة، والعائلة، فمن المهم أن تكون شريكة للأب في النفقة على أطفالها خصوصاً إذا كانت تخرج من البيت للعمل مثله، وأكثر خصوصية لو كانت مطلقة ومستقلة في بيتها، وهي ولية أمر أطفالها، فلماذا تكون النفقة كاملة على الأب ولا تشاركه الأم فيها؟!
أتمنى من مجلس شؤون الأسرة أن ينظر إلى جانب النفقة من زوايا مختلفة، وألا تُترك على كاهل الرجل فكما للمرأة حقوق وواجبات متوازية، للرجل كذلك كثير منها يجب أن تكون المرأة معه متساوية.
بعض السيدات وتحديداً الأمهات المطلقات تستخدم الأطفال وسيلة للمساومة، وأداة للتخلي عن الواجب بالمراوغة، مما يجعل هؤلاء الصغار غير المدركين منذ نشأتهم نفسياً معنفين وعن الطرف الآخر مغيبين.
المساواة التي تنادي بها المرأة وتطالب بها هو حق لها؛ ولكن يجب أن تكون المساواة شاملة وليست قاصرة، عندما تطالب المرأة بالمساواة مع الرجل في الواجبات المنزلية والحياة العملية أرى أنه يفترض أن تكون هناك مساواة حتى في واجبات الأمور المالية.
الرجل والمرأة شطرا بحر الحياة التي يشق الأولاد عباب أمواجها بمجدافي الأبوة والأمومة الناضجة الواعية، فكثير من الآباء والأمهات يتسابقون ويتنافسون على سقي بذور حياتهم بماء الحياة مادياً وعلمياً وتربوياً بلا أنانية ولا نرجسية؛ ولكن هناك بعض الأمهات التي تفرض على الأب ما يجب أن تشترك هي به معه من نفقات والتزامات جُردت منها وهي أولى ألا تتخلَّى عنها.
مقال ستحاربه كثير من النساء وإن كنت منهن؛ ولكن الإنصاف في الرأي جعلني أمنح قلمي بطاقة عبور للحديث عمَّا يعاني منه بعض الرجال مشتكياً الويل والثبور، نعم، أنا امرأة وقبل ذلك وبعده أنا الأنثى التي جعل الله الرجل لي أباً يحتويني ويربيني، وزوجاً يعشقني يسكنني، وأخاً يعتزي بي، وابناً سنداً لي، وفيهم ومعهم كلهم المساواة لا تُقسم، بل تشمل وتُعمّم.