عبد الرحمن بن محمد السدحان
(1)
«أزعم بقدر من اليقين أن هذه البلاد المباركة ستنتصر بحول الله وقدرته في (معركة السعودة)، وأنها ستحقق عبر مرحلة الحلم هذه حلمَ الاعتماد بعد الله على قدراتنا الشابة المؤهلة، ذكورًا وإناثًا، تتويجًا والحمد لله لجهود السعودة.
***
«أما القصور في الكفاءات المتخصصة.. فلا ضير علينا أن ننتخب من سوق العَمالة الأجنبية، القريبة منا والبعيدة من يسدّ الثغرة حتى نبلغ بحول الله مرحلة ما قبل الكمال، مع حثّ وتشجيع كفاءاتنا الشابة والمؤهلة من سدّ تلك الثغرة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
***
«وإلى أن نبلغ تلك المرحلة الموعودة من تحقيق حلم الاعتماد على أنفسنا، ينبغي على شبابنا أن يئد الوساوس عن القطاع الخاص، والإقلاع عن (أفيون) الوظيفة الحكومية، وحدها لا سواها، وحين نبلغ مستوىً مرْضيًا في كلا القطاعين، ستصبح البطالة في مجتمعنا جزءًا من ذكريات الأمس.. بحول الله.
***
(2)
حياتي.. قبل وبعد!
«اكتست حياتي قبل المرحلة الدراسية الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، اكتست رداءً هو مزيج من المعاناة وشيء من الحرمان من حنَان الأم ورعاية الأب، ورغم ذلك كله، منحني الله بصيرةً ساعدتني على اختراق مسافات الطفولة وشقائها! وألهمتني (اتخاذ) قرارات تلائم العمر آنئذٍ، وإلا كيف أقدمت بعزم صادق على (الهجرة) إلى جازان ولمّا أبلغْ بعدُ ربيعي السادس أو السابع ممتطيًا ظهرَ بعير ضمن قافلة تجارية من الجِمال، لحاقًا بسيدي الوالد، رحمه الله، وسبق ذلك، تجاوزُ عقبة (ضِلع) القاسية في ذلك الحين هبوطًا من الجبل الوعر إلى السهل سيرًا على الأقدام! ثم أمضي ستة أيام مع لياليها حتى تحقق أربي، وأحلّ بساحة أبي في جازان، وكان ذلك فضلاً من الله ورضوانًا.
***
«كانت تلك المرحلة من عمري مزيجًا من الاجتهاد والإجهاد والأرق والفرح والترح وصولاً إلى ما كتبه الرحمن لي اليوم: استقرارًا فتعليمًا فعملاً والحمد لله أولاً وآخرا!
***
(3)
«فوجئت بهذا السؤال ذات مرة: متى تفرح ومتى تحزن ومتى تصبر؟! فقلت: أفرح متى غابت دمعتي وراء أفق الحزن، وأحزن متى توارت ابتسامة الفرح وراء سحائب اليأس! وأصبرُ (ترحيبًا) بما قدّره الله لي، وطمَعًا في رحمة الله وبلوغ ما هو أفضل! وقد عوّضني ربي سبحانه بنعمة الانتصار على عثرات الأيام ونوائبها!!