عبد الله سليمان الطليان
أخذت مأساة الطفل المغربي ريان -رحمه الله- زخمًا إعلاميًا هائلاً في المتابعة على وسائل التواصل الاجتماعي كافة، صورة هزت المشاعر لطفولة بريئة واجهت القدر، التي صاحبها تفاعلاً على كل المستويات مع الحدث من كل أرجاء المعمورة، لم تكن تلك الفجيعة المأساة هي الأولى التي تلاقي ذلك التفاعل بل سبقها مأساة الطفل السوري إيلان الذي لقي حتفه غرقًا عندما حاول هو ووالداه الوصول إلى اليونان بواسطة قارب انطلق من سواحل تركيا.
رحل ريان وفقدت العائلة مرحه وضحكته وشقاوته وخسر هو أمنياته التي ستبقى محفورة في ذاكرة أمه وأبيه، توارى في التراب الذي كان من قبل يصارع للخروج منه، صورة الحدث سوف تبقى مسجلة في التاريخ والصور، توقف عمر ريان هنا وسكب على جسده التراب، أما إيلان فقد رفض البحر ابتلاع جسده فلفظه إلى الشاطئ، أراد إيلان أن يعبر البحر هو ووالداه للخروج والبحث عن الأمان بعيدًا من الوطن الذي دمرته الحرب، لكن الموت خطفه، وبقي جسده خارج البحر يبلله المد بين فترة وأخرى في صورة ينفطر لها القلب، ريان وإيلان مأساة مليئة بالحزن والأسى والألم، حدث لن يغيب عن الضمير الإنساني.