نجح فريق طبي مُكون من استشاريي المسالك البولية، أمراض الكلى، الجراحة العامة، التخدير، الجراحة التجميلية، العناية المركزة بمستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم، في إنقاذ مريض يبلغ من العمر 67 عاماً، عانى من انتشار غرغرينا من نوع نادر جداً تعرف باسم (Fournier Gangrene) في منطقة كيس الخصية وممتد إلى فتحة الشرج، إضافة إلى تاريخ مرضي طويل مع الجلطات الدماغية والسكري وعدم انتظام ضغط الدم، وقصور كلوي حاد وانسداد في شرايين القلب أدى لإجرائه عملية قلب مفتوح منذ سنوات عدة.
ذكر ذلك د. أحمد حسين خروبي استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف بأنه فور وصول المريض لقسم الطوارئ بالمستشفى، تم إخضاعه لفحص تشخيصي دقيق، والذي أبان وجود تدهور عام في درجة الوعي وازدياد ضربات القلب وضغط الدم، وكذلك وجود سوئل على الرئتين وارتفاع في الحرارة، إضافة إلى تقرحات سريرية وتغيرات في لون منطقة كيس الخصية مع وجود بعض الإفرازات، وعليه تم إدخاله لقسم العناية المركزة لإنعاشه وعلاج التدهور العام في صحته.
مضيفاً بأنه تم استكمال تقييم حالة المريض ، وتبين أنه يعاني أيضاً من صعوبة بالتنفس وانخفاض في نسبة الأوكسجين وارتفاع شديد في عدد كريات الدم البيضاء وشبه تسمم دموي. وكذلك وجود تقرحات سريرية عدة وفتحات بالجلد عند الأعضاء التناسلية أدت إلى دخول البكتيريا والتسبب في حدوث تهتك بالعضلات وتكون غازات في المنطقة الواصلة ما بين الخصية وفتحة الشرج. وقد أثبتت أشعة الرنين المغناطيسي (M.R.I)، إصابة المريض بغرغرينا من النوع النادر والخطير، وتصل فيها نسبة الوفيات إلى 88 %، وترتفع نسبة الخطورة مع المرضى المصابين بأمراض مزمنة.
وقال د. خروبي تم اتخاذ قرار التدخل الجراحي بعد إنعاش المريض والسيطرة على حالته بإعطائه الأدوية التحفظية والمضادات الحيوية واسعة النطاق لضبط ضغط الدم والسكري ومن ثم سحب سوائل الرئتين ومعالجة مشاكل الكلى.
مشيراً إلى أن العملية استغرقت 3 ساعات، وتم فيها استئصال الأنسجة الميتة في كيس الخصية حتى الوصول إلى النسيج الحي بالقرب من مجرى البول، وتركيب قسطرة بولية للحفاظ على عملية التبول دون حدوث أي تسريبات، كما تم تنظيف منطقة الغرغرينا بدقة عالية مع الإبقاء على أكبر قدر ممكن من الأنسجة الحية والحيوية الموجودة في هذه المنطقة وخصوصًا الخصيتين.
وأضاف د. خروبي بأنه تم تحويل المريض للعناية المركزة لمعالجة الجرح بعد استئصال الغرغرينا بتقنيات وأدوية علاجية خاصة تتطلب تواجد 3 أطباء من تخصصات المسالك والجراحة العامة والتخدير 3 مرات يومياً. كما تم استكمال الخطة العلاجية المتعلقة بالوعي والقصور الكلوي والقلبي ومشاكل الرئتين والتي حققت نتائج علاجية جيدة.
وفي الختام قال د. أحمد خروبي إن الجهود الطبية المبذولة تكللت بالنجاح دون أي مضاعفات -ولله الحمد- رغم خطورة الحالة، حيث لاقى المريض رعاية طبية فائقة بالمستشفى لأسابيع عدة، وخرج بعدها إلى البيت بحالة شفاء كامل -ولله الحمد.