الهادي التليلي
زيارة الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن المرشد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية لعروس المتوسط ودرته تونس وما أفرزته من مخرجات جد مهمة على مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبنى التحتية والأهم من ذلك الحراك الجديد على مستوى الدبلوماسية الاقتصادية الذي يفتح المجال أمام سقف أكثر عمقا في مجالات التعاون والإخاء.
في الحقيقة وقوف المملكة العربية السعودية مع شقيقتها تونس لم يقف في أي لحظة من لحظات تاريخ العلاقات الثنائية ولعل آخرها الهبة الطوعية التي انتصرت فيها السعودية لتونس في مواجهة جائحة كورونا حيث كانت الوقفة الأكثر تأثيرا وعمقا في فترة دكت فيها كورونا سعادة وأمن وسلامة التونسيين.
المملكة العربية السعودية التي قدمت بسخاء ولم تمن على الشعب التونسي على عكس بعض الأشقاء الأجوار الذين قدموا باليمنى ومنوا باليسرى، بل كانت استجابة لقيم المملكة التي لم تدخر أي جهد لمؤازرة الإنسانية خلال جائحة كورونا سواء عبر جهودها في مجموعة العشرين أو من خلال جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي قدم للبشرية وما لم تقدمه منظمات أممية إلى غير ذلك من خطوط إمداد ومساندة الإنسانية سواء كانت دولا تعد في عداد الدول الكبرى أو الصغرى أو حتى المتوسطة.
اللحظة التاريخية التي تمر بها تونس والتي تعد مرحلة انتقالية بكل ما في الكلمة من معنى والإرادة الصادقة للقيادة التونسية في أن تعيد تونس إلى حضنها العربي بعد أن قدم التاريخ الدرس لقيادتها أن الآخر مجرد مستفيد براغماتي من خدمات دولة تعد بوابة إفريقيا لأوروبا جعل هذه الزيارة أكثر من زيارة بل بوابة حقيقية نحو مستقبل أفضل.
وهذا التقارب الذي يعكس نضج العلاقة الحالية بين دولتين تجمعهما كل الأواصر الممكنة من لغة ودين وعرق وتاريخ مشترك زاخر ولم يكن ليحدث لو لا حنكة الدبلوماسية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من جهة والرغبة الملحة من قيادة تونس ممثلة في الرئيس قيس سعيد الذي اختار إخراج تونس من الاصطفاف الإخواني الدولي ودمجها في محيطها المدني الطبيعي الذي يشبهها.
الدبلوماسية السعودية - التونسية ينتظر أن تمر إلى السرعة القصوى في سماء رحبة من الإخاء والتعاون فتونس التي قدمت للبشرية الكثير منذ اللحظة القبصية مرورا باللحظة القرطاجنية المشرقة تستعد لمستقبل أكثر إشراقا يكون فيها للشباب مكان في نحت كيانها المستقبلي ترى في السعودية شريك النجاح الأكثر صدقا ومصداقية وجدوى لمواجهة تحديات الآتي الذي يرى الجميع أنه سيكون أكثر بهاء.