بقاء خصائص ماء زمزم إذا أُخرج من مكة
* هل تبقى لماء زمزم خصائصه إذا أخرجناه من مكة؟
- نعم، الماء لا يتغيَّر، وثبت أنه نُقِل عن مكانه، فعائشة -رضي الله عنها- نقلتْ ماء زمزم إلى المدينة، وهكذا ثبت عن السلف، فخصائصه ثابتة؛ لأنه ماء له خصائصه ومركَّباته، فالذي يظهر أنه لا يتغيَّر، وهو مجرَّب أيضًا، فشربناه في مكة وعرفنا بركتَه ونفعَه، وشربناه في غيرها بعد أن نُقل ولم يتغيَّر من ذلك شيء.
كون محمد خاتم الأنبياء مع أن عيسى سينزل بعده -عليهما الصلاة والسلام-
* كيف يكون نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين ونبي الله عيسى -عليه السلام- سينزل بعده؟
- نعم، ثبت بالنصوص القطعية من الكتاب والسنة أنه خاتم النبيين، ولا نبي بعده، وكون عيسى -عليه السلام- ينزل بعده: ينزل يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا بشريعته هو، فهو تابع لمحمد وليس بمستقل، فعلى هذا لا يَرد على كونه -عليه الصلاة والسلام- آخر الأنبياء وخاتمهم.
النوم في النهار وطلب المعيشة في الليل
* أقرأ في القرآن الكريم أن الله تعالى جعل الليل للسكن والنهار للمعاش، فهل يأثم الإنسان إذا عكس هذه السُّنة بسبب ظروف عمله؟
- هذا الأصل وهذه الفطرة وهذا الأنفع للخلق والأصح لأجسادهم أن يكون الليل للسكن والنوم، والنهار للمعاش، لكن إذا حصل عكسٌ لهذه الفطرة وهذه السُّنة الإلهية فإن كان بسبب ظروف عمله بأن كان عمله يقتضي أن يبقى في الليل مستيقظًا وفي النهار يحتاج إلى النوم والراحة فهذا لا يُلام ولا شيء في ذلك، لكن كونه يكون عمله موافقًا للفطرة والسُّنة الإلهية فهذا -لا شك- أنه أفضل وأصح لجسده. والإشكال فيمن يعكس هذه السُّنة وعمله موافق لها، فعمله في النهار ثم يعكس يسهر بالليل وينام بالنهار! لا شك أن هذا خلاف الأولى وإن لم يكن محرمًا ويأثم بسببه، لكنه أضر له في معاشه وفي بدنه وصحته، ولو أنه اعتمد السُّنة الإلهية ونام بالليل النوم الكافي، وسعى في النهار في معاشه وما يعينه على أمر دينه ودنياه لكان هذا هو الأصل.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-