عند الصَّبَاحِ، أقولُ : أينَ مَسَائي
عند المَسَاءِ، أقولُ : أين صَبَاحي..؟!
تتناوبُ الأيامُ ...... دَفْعَ منيَّتي
نَحويْ، ويُدنيني هَبُوبُ رياحي
وأنا أقَاتلُ - فوقَ صَهْوَةِ غَفْلتي
وأشُكُّ، في صَدرِ الحَيَاةِ، رِمَاحي
لم أدَّخِرْ، للنائباتِ ، ذخيرةََ
أو رأسَ سَهْمِ، في قَنَاةِ سِلاحي
متشائمٌ .. متفائلٌ..، بِمَسِيْرَتي
(متشائلٌ) في جَيْئَتي ورَوَاحي
يمضي قِطَارُ العُمر بِيْ بِمَتَاهَةِِ
لا أستبينُ بها.. دُرُوبَ فَلَاحي
العمرُ، في شَرعي، مُجَرَّدُ رحلةِِ
وشربتُ، من أيّامِهَا..، أقداحي
لم يبقَ إلَّا قَفْلَةٌ..، لِتَقُولَ لِيْ
إنزلْ..؛ لِيَصعَدَ وافِدُ السُّيَّاحِ..!
هِيَ رِحلة، لم أُسْتَشَرْ بِقَبُولِها
هِيَ رِحلة الأفراحِ، والأتراحِ..!
هِيَ رِحلةٌ محفوفةٌ بمخاطر
وكثيرةُ الأحراشِ، والأشْبَاحِ
تِلْكَ الحياةُ، وتِلْكَ أكثرُ غَادَةِِ
عَاشَرتُهَا بِتَمَرُّدِيْ، وصَلَاحي
غازلتُها، وهجوتُها بقصائدي
وكسبتُها بِتَشَدُّدي، ومِزَاحي
ذُقْتُ المَرَارَةَ والحَلاوةَ، صامتاً
بِسِنِيْنِهَا...، وأتيتُ للإفصَاحِ..!
أهْوَيْ لِمَنْ أهْوَى كَصَقْرٍ ظاميءٍ
ورأى، بِعَيْنِ الصَّقْرِ ، عَيْنَ قَرَاحِ
رُوحِيْ تتوقُ لمن تراهُ شَبِيْهَهَا
وتضُمُّهُ بالحُبِّ تحتَ جَنَاحِي
تَهْفُو لِكُلِّ الحاملينَ مَلامِحِيْ
ومبادئيْ، ومواهبيْ، وجِرَاحِي
والناسُ أشتاتٌ على هذا الثرى
يَسْعَوْنَ - خَلْفَ تآلُفِ الأرواحِ
** **
- حمد العسعوس الخالدي