الثقافية - صالح الخزمري:
يتوج نادي جدة الأدبي نجاحاته المتلاحقة والتي يأتي في قمتها ملتقاه السنوي الشهير: ملتقى قراءة النص، يتوج هذه النجاحات بملتقاه الثامن عشر لهذا العام، والذي يحمل عنوان: الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية برعاية جامعة الأعمال والتكنلوجيا بجدة، حيث سيقام في رحاب الجامعة في الأول من مارس 2022م.
وقد وجَّه النادي الدعوة لأكثر من 150 مثقفًا وأديبًا من جميع أنحاء المملكة للمشاركة في الملتقى، وبالتزامن مع الملتقى يكرم النادي الأستاذ الأديب حمد القاضي الشخصية المكرمة لهذا العام، هو من الشخصيات التي خدمت نشر الثقافة في المجلات والصحف وله تاريخ حافل في هذا الشأن. وسيتحدث عنه مجموعة ممن عاصروه ويكشفون جوانب من سيرته، وذلك بحضوره ومداخلتهم معه، حيث خصص النادي إحدى جلسات الملتقى لهذا العام لشهادات يدلي بها عدد من محبيه والقريبين منه.
- الأستاذ الدكتورعبد الله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي والمشرف العام على الملتقى:
أشار الدكتور عبدالله إلى أن بحوث الملتقى ستناقش العنوان من خلال مجموعة من المحاور، وأكد أن نادي جدة حريص على تنفيذ ملتقى النص لما له من أهمية وحضور في تضاريس الحركة الأدبية والنقدية، مشيرًا إلى أنه في كل عام يتم اختيار عنوان للملتقى الذي ينبثق من أهمية المرحلة وما يتطلبه واقع الحركة الأدبية والنقدية. وأشار السلمي إلى أن الدعوات وجهت للجامعات والأندية الأدبية واللجان الثقافية بالمناطق للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، وعبَّر في خطابه الذي وجهه للأدباء والمثقفين عن تطلعه إلى إسهامهم في أعمال الملتقى بما عهده النادي عنهم من تميز في مجال البحث العلمي والطرح المعرفي الجاد.
- الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي رئيس اللجنة العلمية للملتقى:
تلقت اللجنة سيلاً من المشاركات، وأنها تقوم حاليًا بعقد اجتماعات مكثفة لفرز ما يناسب محاور الملتقى، مبينًا أنهم لا يستطيعون قبول جميع المشاركات التي قاربت المئة. جدير بالذكر أن اللجنة تضم في عضويتها الدكتور عبدالله الحيدري د. عبدالله السفياني د. عبد الناصر هلال، د. أشجان هندي، سعود الصاعدي د. نورة المري والأستاذ عبدالرحمن عقيل أمينًا للجنة. وقال إن نادي جدة الأدبي يحرص على أن يكون ملتقى قراءة النص بالنادي رائداً في تناول الموضوعات الأدبية المرتبطة بالمشهد الأدبي.
وكشف السلمي عن أبرز محاور الملتقى، التي تتضمن الملتقى: المحور الأول خطاب افتتاحيات المجلات، والمحور الثاني جهود رواد النهضة الثقافية والأدبية السعودية، والمحور الثالث التراث: حضورًا ونقدًا، والمحور الرابع جدل الاتجاهات الفكرية والقضايا الأدبية. والمحور الخامس الأجناس الأدبية واتجاهات القراءات النقدية، والمحور السادس الدراسات النقدية بين الانطباعية والمنهجية، والمحور السابع الآخر: الحضور والأثر. والمحور الثامن الدراسات البينية. والمحور التاسع أدب الطفل، والمحور العاشر مستقبل المجلات والصحف في عصر الثورة الرقمية.
- د. أشجان هندي - عضو اللجنة العلمية للملتقى:
شكري الجزيل لنادي جدة الأدبي لاختياري بأن أكون ضمن اللجنة العلمية المشاركة في اختيار وتحديد موضوع ومحاور - ملتقى قراءة النص الثامن عشر بنادي جدة الأدبي تحت عنوان: الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية، ضمن نخبة من المتخصصين والمتخصصات من الأساتذة والأستاذات الفضلاء والفضليات.
ملتقى هذا العام يضم محاور متعددة ومتنوعة تشمل جهود الرواد في النهضة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية، وموضوعات عدة من ضمنها: الدراسات النقدية، الأجناس الأدبية أدب الطفل، وغيرها من الموضوعات. وطبعًا كل هذا من خلال تناول هذه الموضوعات في الصحف والمجلات السعودية تحديدًا.
بالنسبة للشخصية المكرمة في هذه الدورة من دورات ملتقى قراءة النص الثامن عشر الأستاذ الكبير حمد القاضي شخصية أدبية وإعلامية كبيرة، وتستحق التكريم، قامة من القامات التي نفخر بها في المملكة العربية السعودية والخليج والوطن العربي، له حضور أدبي وإعلامي وصحفي في الصحافة والإذاعة والتلفزيون عبر البرامج التي قدمها، وهذه البرامج الأدبية والثقافية مثل برنامج رحلة الكلمة، وخلال البرامج التي أُستضيف فيها، وخلال الندوات التي شارك فيها داخل المملكة وخارجها، بالتأكيد يعني مشوار طويل وممتد أثرى المشهد الثقافي، والإعلامي والأدبي في المملكة بكتاباته الأدبية، بالإضافة إلى مؤلفاته العديدة ومشاركاته المنوعة.
أيضًا الجانب الآخر أنه كان عضو مجلس الشورى، وأيضًا عمل فترة رئيسًا لتحرير المجلة العربية. كل هذه الإسهامات كانت له بصمة مميزة، فلاشك أنه شخصية وقامة جديرة بالتكريم في هذه الدورة من دورات ملتقى قراءة النص. في الختام أتمنى للملتقى كل التوفيق وللمشاركين فيه كل التوفيق في دورته لهذا العام.
- أ.د.عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري
عضو اللجنة العلمية للملتقى
ينتمي الأديب الأستاذ حمد بن عبدالله بن سليمان القاضي إلى واحدة من أعرق القبائل في الجزيرة العربية، وهي قبيلة بني تميم التي أنجبت العديد من الحكماء والفصحاء والشعراء، وما الأحنف بن قيس وأكثم بن صيفي وجرير والفرزدق عنا ببعيد.
ومن أجداده القريبين الشاعر العامي الكبير محمد العبدالله القاضي (ت1285هـ) الذي عُرف بقصيدته التي يصف فيها تفاصيل صنع القهوة.
وبالنظر إلى ما قدمه حمد القاضي للساحة الثقافية من أعمال نلحظ أنه حاضر بقوة في الصحافة، وفي التلفاز، وفي الندوات والمؤتمرات ومناشط الأندية الأدبية، وتربطه بالوسط الثقافي علاقات وطيدة في كل اتجاهات الوطن، وله مكانته في المجتمع بوصفه أيقونة حب، ويتميز بخصال عديدة، منها خصلة الوفاء، وهي واضحة جلية في مؤلفاته التي خصّصها للحديث عن مناقب الآخرين وسيرهم وأعمالهم، وأبرزها كتبه عن ثلاثة من رجال الدولة المخلصين المحبوبين، وهم: الشيخ حسن آل الشيخ، ود.عبدالعزيز الخويطر، ود.غازي القصيبي، ونسي نفسه في خضم تدوين هذه الكتب فلم يجمع مقالاته ولم يعن بإنتاجه الأدبي إلا متأخرًا وبإلحاح من محبيه، وعلى رأسهم د.غازي القصيبي، فعاد القاضي إلى أرشيفه الصحفي الممتد نحوًا من نصف قرن المنشور في جريدة الرياض، وفي جريدة الجزيرة، وفي مجلة اليمامة، وفي المجلة العربية التي ارتبطت باسمه أكثر من ربع قرن من الزمان وتكوّنت شهرته العريضة منها، فتكونت جملة منتقاة من المقالات ذات الطابع الاجتماعي والوطني والثقافي والتأملي، وصدرت في كتاب حمل عنوان «مرافئ على ضفاف الكلمة»، وهو يمثل أدبه أصدق تمثيل إذ نلحظ المسحة الأدبية في انتقاء الألفاظ والتراكيب، ونلحظ حضور الشعر بقوة استشهادًا وعناوين لبعض المقالات، ونلحظ الرغبة الصادقة في نشر القيم والفضائل وزرع الإيجابية وحب العطاء في النفوس، مع استفادة من خبرته الصحفية الطويلة في اختيار العناوين الجاذبة والبعد عن العناوين النمطية أو المكرورة، ومن عناوينه التي اتكأ فيها على العبارات الجاذبة، أو العبارات المجتزأة من بيت شعر، أو من حكمة أو مثل العناوين التالية: أجل.. لا تعدم الحسناء ذامًا، وبشاشة وجه الموظف خير من الندى، وهل لعينيك إلا الحب يا وطني، وأنا في طيبة أنهل العطر وأمحو الشجنا، والكتاب سميري حين عزّ مسامري، وفي مدخل الحمراء كان لقاؤنا، وغيرها من العناوين المميزة.
وفي هذا الكتاب تتكشف شخصية حمد القاضي بجلاء، ونتعرف على بعض المؤثرات التي وجّهت أدبه وأثرت فيه، فنتعرف على قصته مع الكتابة وكيف أنه كتب أول مقالة في حياته وهو في المرحلة الثانوية في بلدته عنيزة، وعنوانها «النجاح وليد العمل والكفاح» التي نشرت أولاً في صحيفة مدرسية، ثم أخذها أحد أقاربه وأرسلها مع صورته الشخصية إلى جريدة البلاد فنُشرت، فطار فرحًا، وكانت حافزًا قويًا لخوض غمار الكتابة رغم آلامه وحزنه الشديد على أمه التي فقدها وهو في سن السابعة من العمر، فبكاها طويلاً، وافتقد حنانها، واستمر الألم واستمرت ذكرى فقدان الأم تلاحقه حتى بعد أن كبر وتزوج وأنجب؛ لذا نراه يهدي كتابه «مرافئ على ضفاف الكلمة» إلى أمه بعبارات متلهفة وحزينة في الوقت نفسه مع بعض العزاء ممن عرف من الأقارب والأصدقاء الذين يرى فيهم العوض عن فقد الأم، ولكن هيهات، يقول: «إلى أعز الناس أمي.. رحمها الله تلك التي رحلت في طفولتي ففقدت حنان أمومتها، فأدلجتُ أبحث عن هذا الحنان بين حبر الكلمات وحب الناس وحنايا الأوفياء..».
ويكشف في هذا الكتاب أنه كان ميّالاً في شبابه المبكّر لقراءة كتب المنفلوطي، ووجد فيها راحة نفسية وتنفسيًا، إذ كانت مناسبة لظروف نشأته وفقدان أمه، وعندما أراد أن يكتب كانت الموضوعات التأملية هي الغالبة على ما يكتب، ثم تحول بعد ذلك إلى الكتابة الاجتماعية متلمسًا هموم الناس وقضايا المجتمع، مع عناية بالصياغة والأسلوب؛ لذا فهو يعدّ من كتّاب المقالة المجيدين، ومن هنا اختارته الباحثة مريم بنت محمد الصنّات موضوعًا لرسالتها في الماجستير، وعنوان الرسالة «المقالة عند حمد القاضي: دراسة حجاجيّة»، ونوقشت في عام 1442هـ/ 2021م.
ومع حديث حمد القاضي الدائم عشقًا للورق ورائحة الورق: كتابًا أو مجلة أو جريدة، فإنه لم يتخلف عن ركب التقنية، ورأى أنها لغة العصر، والأهم هو المحتوى والوصول إلى شرائح القراء، فاتخذ له حسابًا في منصة (تويتر)، وكتب في التعريف بنفسه: «كاتب رأي يسعى ليكون ما يغرّده نغمًا يبث المحبة لا لغمًا يزرع الكراهية»، وبلغت تغريداته أكثر من ثمانين ألف تغريدة، ويتابعه أكثر من 184 ألفًا، وهو دائمًا ينشر الحب ويوزع الورد ويزرع الطاقة الإيجابية ويدفع الناس إلى الحياة وحب الحياة وإلى العمل الجاد.
وأخيرًا أتوقف عند معرفتي الشخصية به إذ عرفته عن بعد كاتبًا في الصحف اليومية، وخاصة زاويته المقروءة «جداول»، وعرفته رئيسًا لتحرير المجلة العربية وأنا طالب في الجامعة، ومن المجلة بدأت أعزز قراءاتي في مجال الأدب والثقافة، وكنت على موعد شهري معها أقتني العدد، وألتهم الصفحات بشوق ورغبة في القراءة، وخاصة أن الأستاذ حمد القاضي جعل منها مادة متنوعة تبعث النشاط وتساعد على القراءة، إذ هي مواد جاذبة غير متخصصة ومتنوعة القوالب بين مقال وقصيدة وأخبار وحوارات وتقارير، ورسائل القراء، مع إخراج ممتاز وسعر رمزي يساعد الطلاب مثلي آنذاك على المتابعة كل شهر، وما تزال الأعداد التي اقتنيتها عامي 1404هـ و1405هـ لدي.
ومرت الأيام، وأصبحتُ رئيسًا للقسم الثقافي في جريدة المسائية، وكنت أكتب أحيانًا عن صدور العدد الجديد من المجلة العربية، وأعرض ما فيه من مواد، وإذا بالهاتف يرن وأنا في الجريدة، وإذا هو الأستاذ حمد القاضي بكلماته اللطيفة المحفّزة يشيد بالصفحات الثقافية، ويطلب عنواني البريدي كي يرسل المجلة إليّ مجانًا كل شهر، ترددت في تزويده متعللاً بأنني من أصدقاء المجلة وأتابعها كل شهر وسعرها رمزي، ولكنه أصر، وكان هذا في عام 1413هـ، أي قبل ثلاثين عامًا، وما تزال تصل إلى بريدي إلى اليوم بسبب هذه المكالمة، ومن المبهج أن من خلفه في المجلة كانوا مثله في الوفاء والاحتفاء، فبارك الله فيهم جميعًا.
وتمر سنوات أخرى فأقترب منه أكثر، وأصبحت أراه في الملتقيات والندوات والمنتديات مثل: مجلس الشيخ حمد الجاسر، وفي النادي الأدبي بالرياض، وفي أماكن أخرى، وهو من الأشخاص الذين لا تملك إلا أن تحبه وتقدره وتجله، كما تحتفظ مكتبتي المتواضعة في المنزل بجميع مؤلفاته وعليها إهداء منه، وهذا يدل على أخلاقه العالية وكرمه ونبله.
وبعد، فأبارك له هذا التكريم من لدن النادي الأدبي الثقافي بجدة ضمن فعاليات ملتقى قراءة النص الثامن عشر الذي جاء عنوانه في هذه الدورة «الخطاب الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية»، وهو ما يتناسب مع عطاء الأستاذ حمد القاضي: كاتبًا صحفيًا معروفًا، ومشرفًا على الصفحات الثقافية في جريدة الجزيرة، ورئيسًا لتحرير المجلة العربية ربع قرن، ومعدًا للبرامج الثقافية في التلفاز، وأشكر المسؤولين في النادي الأدبي الثقافي بجدة على هذه المبادرة الرائعة لشخصية فاعلة متجددة وحاضرة بقوة في مشهدنا الثقافي.
- محمد علي قدس قاص
ملتقى قراءة النص تاريخًا واستشراقًا
في عام 1409 قام النادي بعمل سجل به اسمه في تاريخ الحركة الأدبية والنقدية على وجه الخصوص ليس في المملكة فحسب بل في العالم العربي بأسره، أطلق من خلاله شهرته وتعريفه بالأدب والأدباء في المملكة، حيث عقد النادي على مدى ثلاثة أيام الندوة النقدية الكبرى (قراءة جديدة لتراثنا النقدي) استقطب لحضورها رموز ورواد الحركة النقدية العربية، وفي مقدمتهم: د. لطفي عبد البديع، د. عزالدين إسماعيل، د. مصطفى ناصف، د. شكري عياد، د. عبد الملك مرتاض، د. جابر عصفور، د. محمد برادة، د. كمال أبو ديب، د. تمام حسان ود. صلاح فضل، بما يزيد على ثلاثين من رواد وأقطاب النقد الأدبي في العالم العربي إضافة إلى أدباء ونقاد المملكة. وقد لاقت هذه الندوة نجاحًا وشهرة كبيرة في الأوساط الأدبية والأكاديمية العربية. ولما كانت ميزانية النادي محدودة وتكاد لا تكفي لسداد كل نفقاتها فقد تبرع لهذه الندوة الشيخ عبد المقصود خوجة في بدايتها، ولما كانت طموحات مجلس الإدارة في بداية عهد الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين كبيرة وواسعة، أملنا كثيرًا في استمرار عطاء هذه الندوة وتحقيقها إلا أننا واجهتنا محدودية ميزانية النادي، وكان لابد من البحث عن داعمين أو ممولين لهذا النوع من النشاطات الكبيرة، فانطلقت في عام 1418 (ندوة قراءة النص) ولكن باقتصارها على دعوة النقاد العرب والمحليين من داخل المملكة إلا أن الدعم كان ضعيفًا، رغم استمرار الندوة لسبعة عشر عامًا وواجهت النادي صعوبة دفع رواتب موظفي النادي في الشهرين الأخيرين من السنة، مما اضطرنا للاقتراض من البنك ليتم السداد عند وصول الدعم السنوي، ومع ذلك استمرت الندوة، وواصلت مسيرتها حتى بعد استقالة مجلس إدارة النادي برئاسة الأستاذ أبو مدين وكان من الطبيعي أن تستمر في فترة رئاسة الدكتور عبد المحسن القحطاني الذي كان من المؤيدين لها والمشاركين الدائمين في مواسمها المختلفة باحثًا ومديرًا لحواراتها، وكذلك استمرت ندوة قراءة النص في عهد رئاسة د. عبدالله السلمي وكان من ضمن الذين شاركوا في نشاطاتها، وبحث عن من يدعمها من رجال الأعمال ومن أهمهم الداعم الأخير الذي استمر في دعمه متبرعًا حتى الآن د. عبد الله صادق دحلان (جامعة الأعمال والتكنلوجيا)، الذي أذكر له ويذكر له النادي فضله بوقوفه معنا في إنهاء بناء مقر النادي القديم وتبرع الشيخ إسماعيل أبو دواد -رحمه الله- ببناء وتجهيز قاعة المحاضرات. إن ندوة قراءةالنص التي يعود الفضل في انبثاق فكرتها والمثابرة على نجاحها لثلاثة سيذكرهم تاريخ النادي دائمًا وهم د. عبدالله المعطاني، د. عبدالعزيز السبيل ود. عبدالله الغذامي، إضافة إلى رؤساء النادي الثلاثة الذين انطلقت خلال رئاستهم الندوة واستمرت حتى اليوم بعزيمتهم ومثابرتهم.
- د. عبد الله غريب -نائب رئيس نادي الباحة الأدبي سابقًا-
كما أن لكل نادٍ أدبي بصمته الخاصة في الساحة الثقافية وله نشاطه المميز فقد حافظ نادي جدة الثقافي الأدبي على ما يميز نشاطاته العامة بنشاط متفرد حافظ على إرثه الثقافي الذي امتدت جذوره لأكثر من نصف قرن فيما يتمثل «ملتقى قراءة النص» واسطة عقد نشاطاته العامة، ومما زاد هذا الملتقى وهجًا واهتمامًا أن جعل مجلس إدارة النادي ضمن نشاط الملتقى بابًا مفتوحًا لتكريم عدد من الأدباء الرواد المبدعين وإفساح المجال بتخصيص جزء من أوراق العمل ليتطرق مقدموها لأدب وجهود وعطاء هؤلاء المكرمين في مجالاتهم الأدبية، وما اختيار الأستاذ حمد القاضي هذا العام إلا نموذج من هذا التكريم اللائق بشخصية هذه الدورة لما له من إسهامات إعلامية متنوعة في تبني الثقافة لمجلة كانت ولم تزل هي الحائزة على قصب السبق في مجال النشر الإعلامي إلى جانب ما قدم من برامج تلفازية حوارية مع المبدعين وما كتب من مقالات جميعها تدور حول موائد الأدب والثقافة بوجه عام وما تسنم من عضويات في مجالات عدة تخدم الوطن والمواطن بوجه عام وطيف المثقفين على وجه التحديد، كذلك اهتمام الملتقى باستضافة عدد من النقاد من الجنسين الذين سيثرون هذه الأوراق وموضوعات الملتقى بالنقاش المتخصص. وعندما نستعرض عنوان الملتقى في دورته الثامنة عشرة الحالية الذي جاء تحت عنوان «الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية» فإننا نجد أن هذا الملتقى خصص لدور وسائل الإعلام المقروءة في المساهمة مع المؤسسات الثقافية ومع المبدعين في نشر وتغطية وطرح ما تحمل هذه الجهات من إبداع لتفعيل الساحة الثقافية والأدبية ونقلها للمتلقين القراء في جميع الأوساط المحلية والعربية والخارجية، وبالتأكيد فإن الملتقى يأتي ربما في الذكرى الثالثة المؤلمة برحيل الأديب عبد الفتاح أبو مدين - رحمه الله - الذي أسس هذا الملتقى وكان يوليه عنايته الفائقة في دوراته وما خرج عنها من مؤلفات رصعت رفوف المكتبات بنتاج هذا الملتقى، إلا أن الملتقى وجد اهتمامًا بالغًا من إدارات مجالس إدارة النادي السابقين وفي عهد إدارة المجلس الحالية يلقى اهتمامًا كبيرًا من الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة النادي ومعاونيه ومن الدكتور عبد الرحمن السلمي رئيس اللجنة العلمية للملتقى الذي أبان محاور الملتقى الممثلة في خطاب افتتاحيات المجلات الثقافية وجهود رواد النهضة الثقافية والأدبية السعودية والتراثجدل الاتجاهات الفكرية والقضايا الأدبية والأجناس الأدبية واتجاهات القراءات والدراسات النقدية بين الانطباعية والمنهجية والحضور والأثر والدراسات البينية إلى جانب أدب الطفل ومستقبل المجلات والصحف في عصر الثورة الرقمية.
- د. عبد الله دحلان - رئيس مجلس الأمناء- جامعة الأعمال والتكنلوجيا بجدة..
تفتخر جامعة الأعمال والتكنلوجيا بجدة بالمساهمة والمشاركة كشريك أكاديمي مع النادي الأدبي بمحافظة جدة، النادي الذي قدم وما زال يقدم مجموعة كبيرة جدًا من المنتديات والمؤتمرات والملتقيات، ويعتبر ملتقى قراءة النص الثامن عشر من أشهر ما قدمه النادي الأدبي بجدة والذي ناقش ويناقش موضوعات أدبية وثقافية، نقدية وسردية في مجالات الشعر، في مجالات الأدب، في مجالات اللغة، في مجالات النقد، في مجالات النشر الإعلامي بجميع وسائل الإعلام.
أما منتدى هذا العام والذي سيعقد في رحاب جامعة الأعمال والتكنلوجيا بجدة على كورنيش جدة، والذي عنوانه: الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية يناقش موضوعًا مهمًا له العديد من النقاط الرئيسة منها: دور المجلات والصحف السعودية في نشر الخبر، في صياغة الخبر، في تقديم الخبر. المقالات الافتتاحية في المجلات وفي الصحف، هي مدرسة من المدارس التي قدمتها الصحف السعودية في المملكة العربية السعودية التي ساهمت في النشر الثقافي منذ إنشاء الدولة السعودية.
لاشك أن جميع الصحف والمجلات السعودية لعبت دورًا كبيرًا في مجال النشر الثقافي، في مجالات متعددة سواء في المجال الاقتصادي والتحليلات الاقتصادية أو الاجتماعي أو الأدبي أو الرياضي.
من هنا يتطرق هذا المنتدى إلى تحليل الرسالة الصحفية، ومنذ أن بدأت الصحف السعودية في المملكة العربية السعودية، أيضًا يتطرق هذا المؤتمر إلى نقاط عديدة وهي من أساسيات العمل الإعلامي.
إن مناقشة المحور الأول في هذا الملتقى لخطاب افتتاحيات المجلات وجهود رواد النهضة الثقافية والأدبية السعودية في المملكة ومناقشة التراث الثقافي حضورًا ونقدًا، كما أيضًا طرح موضوع أو دراسة موضوع الاتجاهات الفكرية والقضايا الأدبية التي طُرحت في الماضي، أما أهم المحاور وهي الدراسات النقدية بين الانطباعية والمنهجية، أيضًا أدب الطفل، وأدب الطفل لم يخل في هذا العام في هذا المنتدى من موضوع مهم جدًا وهو ضمن الدراسات البينية، أدب الطفل مشروع ثقافي كبير جدًا للنشء، يعتبر من المواضيع المهمة جدًا في بناء رجال الثقافة في المستقبل بزرع التعامل مع الطفل وغرس روح الثقافة معه.
وأخيرًا، إن مناقشة موضوع مستقبل المجلات والصحف في عصر الثورة الرقمية هو من أهم المواضيع للصحافة المقروءة سواء كانت صحفًا أو مجلات، ولا شك أن كرونا أحدثت تغييرًا جذريًا في لغة رسالة الثقافة من ورقية إلى رقمية وأجبرت معظم المتعاملين أو المهتمين بالثقافة للتعامل مع الثقافة الرقمية.
إن جامعة الأعمال والتكنلوجيا تؤيد كل دعم يقدم من قبل الجامعات السعودية للنوادي الأدبية، ومن دورنا في خدمة المجتمع وخدمة مؤسسات المجتمع غير الربحية، وخدمة مؤسسات المجتمع المدني، نحن نقدم كل الدعم للنادي الأدبي بجدة لمدة سنوات مضت وسنستمر في هذا إيمانًا منا بأهمية النشر الثقافي، بأهمية العمل الثقافي، بأهمية الدور الكبير الذي تبذله وزارة الثقافة في المملكة لتحقيق الرؤية المستقبلية لمملكتنا الحبيبة.
إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حريصان كل الحرص على دعم كل الخطط التي تهدف إلى تثقيف المجتمع السعودي وتهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية العربية المعتدلة التي نبحث عنها ونسعى لزرعها لدى أبنائنا من الجيل الجديد، أيضًا نكرم فيها المثقفين بكل تخصصاتهم.
وهذا العام يكرم النادي الأدبي في ملتقاه الثامن عشر أحد الشخصيات المتميزة، أحد القامات الثقافية الكبيرة التي خدمت وطنها وعملت بكل جهد على إضافة ثقافة نوعية متميزة في مختلف المجالات الصحفية وعلى وجه الخصوص في المجلة العربية والنشر الصحفي والأسبوعي والشهري في الصحف السعودية.
الأستاذ الكبير حمد القاضي عضو مجلس الشورى السابق، الإعلامي الصحفي الأديب، هو نموذج للكتاب والنقاد والمثقفين السعوديين، وهو فخر لنا نحن في جامعة الأعمال والتكنلوجيا أن يكون تكريمه في رحاب جامعة الأعمال والتكنلوجيا، وهو زميل وأخ وأستاذ نفخر به وسيستمر النادي الأدبي بقيادة أ.د عبد الله السلمي وزملائه في دعم كل ما يخدم في نشر العمل الثقافي وتكريم المثقفين والأدباء والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق الأهداف.
دور جامعة الأعمال والتكنلوجيا ليس فقط التعليم والتدريب وإنما دعم ومساندة مؤسسات المجتمع المدني لخدمة أهدافها التي تحقق الرؤية المستقبلية للمملكة.
- حمد القاضي - الشخصية المكرمة في الملتقى-
- الملتقى إضافة لمنظومتنا الثقافية وإضاءة متميزة بمسارنا الأدبي وأعتز باختياري شخصية ملتقى النص الثقافية.
- منذ أن تم تأسيس الأندية الأدبية وهي تقود الحراك الأدبي والثقافي بالوطن.
ونادي جدة الأدبي يُعدّ من أبرز أنديتنا بمناشطه المتميزة اللافتة سواء بعطائه المطبوع أو مناشطه المنبرية ولعل أيقونة برامجه «ملتقى النص» الذي استمر على مدى 18 عاماً والذي سيقام هذا العام بـ2 مارس 2022م.
الملتقى بكل عام يتجدد ويضيف لمنظومتنا الثقافية والنقدية فضلاً عن رسالة الوفاء التي يكرم فيها ملتقاه إحدى الشخصيات الثقافية.
وهذا الملتقى من أبرز وأميز الملتقيات الثقافية ليس ببلادنا فقط بل وعلى مستوى وطننا العربي، فنادي جدة يُهيء له كل ما يجعله يتماهى مع قضايانا الأدبية من خلال محاوره الشاملة والمتنوعة التي تم اختيارها بعناية ودقة فائقة.
ولعل ما يميز هذا الملتقى مشاركة وحضور عدد كبير من أبرز الأسماء بالمدار الثقافي من أدباء وشعراء ونقاد حيث دعا النادي (150) مثقفًا ومثقفة يمثلون أطياف المشهد الثقافي والأدبي، كما صرح بذلك رئيسه والمشرف العام على الملتقى د. عبدالله السلمي، كما أن النادي دعا الجامعات والأندية واللجان الثقافية بالمناطق بوصف الملتقى تظاهرة ثقافية تهم كل معني بالثقافة بوطننا.
وقد أبهجني اختياري الشخصية الثقافية لملتقى هذا العام وهو تقدير أثمّنه لنادي جدة وأنا عند نفسي لم أقدم سوى جهد متواضع أسهمت فيه بمنظومتنا الثقافية سواء عبر حرفي أو اشتغالي بالعمل الثقافي ولكنه جميل الظن من الأوفياء بالنادي: مجلس أعضائه ولجنته العلمية.
أما اختيار موضوع الملتقى فقد جاء متماهياً مع الدور الذي نهضت وتنهض به الصحف والمجلات الثقافية بحضورها الثقافي الأدبي والنقدي بالصحف والمجلات السعودية، إذ هي أوثق الوسائط التي تنقل عبر قوافل صفحاتها الكلمات الأدبية المضيئة وتحمل عطاءات الشعراء والأدباء والنقاد إلى عيون القراء داخل الوطن وخارجه فضلاً عن دورها بفتح الفضاءات للأقلام الأدبية والشعرية الجديدة التي تتشكل وتكُون فيما بعد أسماء ثرية تضيف وتعطي لمنجزنا الثقافي.
وتأتي ريادة ملتقى نادي جدة الأدبي من واقع شموليته وتنوع موضوعاته وتميز المشاركين فيه بتجاذبهم الرأي وبالنقاشات بجلساته بقضايا أدبية تتماس مع حراك المشهد الأدبي، كما قال د. عبدالله السلمي رئيس اللجنة العلمية.
ولفت نظري أن الملتقى استقصى كل ما يهم الخطاب الثقافي الذي نهضت به المجلات الثقافية وملاحق الصحف الأدبية للخروج برؤى يُفاد فيها بانطلاقتنا الثقافية الجديدة التي وضعتها لها وزارة الثقافة «الإستراتيجيات والآليات».
ومن محاور الملتقى المهمة: المجلات الثقافية وخطابها الثقافي وأثره على حراكنا الأدبي.
ومن اللافت أن المحاور لم ترتهن فقط إلى المكونات الماضية أو الحاضرة بل استشرفت المستقبل المعرفي بمحور: موقع الثقافة المطبوعة والكتاب بعصر «الثورة الرقمية».
إن هذا الملتقى وأمثاله بقدر ما يكون محفزاً على المزيد من إنتاج الدراسات والبحوث فهو يسهم بارتقاء مخرجات المنظومة الثقافية واطلاع الآخر الخارجي على أن الثقافة والأدب بوطننا أحد أهم مكونات رؤيته وتواصله مع الآخرين وأن الثقافة السعودية أضحت تضيف للثقافة العربية وليست تأخذ وتستقي منها فقط.
مقتطفات من السيرة الذاتية للشخصية المكرمة (الأستاذ حمد القاضي)
- حمد بن عبد الله سليمان القاضي كاتب وإعلامي سعودي، مهتم بالشعر والأدب والثقافة ومحاور تلفزيوني
- من مواليد محافظة عنيزة بمنطقة القصيم يكتب زاوية أسبوعية في صحيفة الجزيرة السعودية.
- المؤهلات العلمية:
- الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بالرياض
- شهادة الماجستير تخصص «لغة وأدب عربي»
- المهام العملية:
- عضو مجلس الشورى السابق.
- عمل رئيسًا لتحرير المجلة العربية.
- أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية.
- المستشار الثقافي وعضو الهيئة الاستشارية لكرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية.
- عضو مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر.
- عضو مجلس أمناء مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية.
- شارك ومثل المملكة في العديد من الندوات والمؤتمرات والوفود. الثقافية والإعلامية داخل المملكة وخارجها.
- حصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
- عرف عن القاضي بأنه محاور ثقافي واشتهر بمحاورة الكثير من المثقفين والأدباء عبر برنامجه الشهير: رحلة الكلمة.
- الإسهام في ميدان الكتابة الثقافية والاجتماعية بالصحف والمجلات.
- له العديد من المؤلفات.
- عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والطباعة والنشر.
محاور الملتقى:
- المحور الأول: خطاب افتتاحيات المجلات.
- المحور الثاني: جهود رواد النهضة الثقافية والأدبية السعودية.
- المحور الثالث: التراث: حضورًا ونقدًا.
- المحور الرابع: جدل الاتجاهات الفكرية والقضايا الأدبية.
- المحور الخامس: الأجناس الأدبية واتجاهات القراءات النقدية.
- المحور السادس: الدراسات النقدية بين الانطباعية والمنهجية.
- المحور السابع: الآخر: الحضور والأثر.
- المحور الثامن: الدراسات البينية.
- المحور التاسع: أدب الطفل.
- المحور العاشر: مستقبل المجلات والصحف في عصر الثورة الرقمية.