وفاء آل منصور
سؤال الكثيرين بل أجده في عيون الكثيرين ممن حولي كيف أصبحتِ كاتبة،. يظنونني نمت واستيقظت فأصبحت كذلك، لا يعلمون أن الكتابة تولد من رحم الألم والوجع لا يكتب الشخص إلا حينما يريد أن يصرخ بأعلى صوته..
يا عالم قلبي حزين ومكسور فأحدهم طعنه وآخر ظلمه ولا سبيل لذلك غير الصراخ عبر الورق بدموع الحبر وأهازيج الألم الدفين الذي دفعنا لتصوير أحاسيسنا المنهارة من قسوة طغاة القلوب ومكسري مجاديف الأمل، أصبحنا لأننا نريد أن نكون كذلك.. أن ندفع بعجلة الحرف إلى الأمام أن نتركها تتأرجح على سجيتها لتطرز لنا أعذب الكلمات وأجملها.
يروقني قلم نزار قباني وتودده العاطفي للمرأة، وتبهرني أحلام مستغانمي بحرفها الجامح، وأتلذذ بموسيقى الكلمة لمحمود درويش، هؤلاء أسيادي في الكتابة ترعرعت كتاباتي العاطفية على وهج أقلامهم الفذة، تعلمت منهم الرقي في الحزن، والابتهاج لحظة الفراق، والصبر على الحياة..
الكتابة تحول الحزن إلى فتات والوجع إلى حطام تقضي على شعورنا بالوحدة، وتجعلنا مستعدين لخوض التحدي مع الورق كي ننجب الفرح من زقاق الألم،.. الكتابة صنعتني والقراءة صغلتني فحيث القراءة تكون الكتابة تجاورها، بل ترتع بأحضانها، فقط تريد قلباً قوياً وروحاً تتعطش للصراخ على أطلال الورق، كي ترمي بسهام الألم على أهداب الصفحات النائمة حتى تتمكن من الاستيقاظ مجدداً من سباتها العميق..!
نبض الكتابة بمثابة الترجمة الحسية لأوجاعنا الخفية..!