الجميع أخلد إلى النوم..

الأطفال..

الطيور..

والشعراء..

والهراطقة..

وبراعم الورد..

الجميع أخلد إلى النوم..

وحدهم اللصوص.. والقتلة.. والعشاق.. ساهرون..

الخوف بيت للجميع..

والخالدان ابداً..

الظلام.. والألم..

زمن للحرب.. وحياة للحب:

ثم إنني قرأت اسمك..

الحروف.. هي هي..

الحاء في أول اسمك..

والباء في آخر اسمك..

والراء في منتصفه كما أنها لم ترسم من قبل..

كل شيء كما هو.. لكنه لم يكن مكتوباً..

كما قرأته من قبل..

لم يكن إلا حباً يهب من جميع الجهات..

وكأني أقرأ ملعب شطرنج..

أبجدية بملوك.. وأحصنة.. وجنود

بيض وسود..

هذا شطرنج مختلف جداً..

غير أني قرأته..

خائفاً..

متوجساً..

متعباً..

فكل الذئاب..

تريد أن تخطف اسمك.. من فمي..

* * * * *

يا أنتِ.. أنتِ فوق الأوقات.. والأمكنة..

يا أنتِ أيتها المتعالية فوق الزمن.. والأحوال..

يا من أنتِ.. ما أنتِ.. أذكرك وأعيد تذكيرك..

لكي يصدقوا أنك الأرق.. والأرحم..

خبئي.. المستغيثين في صور أنفسهم المعلقة على جدران ذاكرتهم..

والأموات.. احفظي أرواحهم.. وأسماءهم..

في قلوب من نجوا.. أو من سينجون..

يا من أنتِ.. ما أنتِ..

ها أنا ذا في موضعي.. ساكن كصخرة..

يتيم.. كالعدم..

لا أفعل شيئاً لا أحرك يداً أو لساناً..

لا أحيك زهرة..

ساكن..

أذكرك.. وأذكرك..

احفظي في قلبك الضعيف.. ما بقي من بذور الحياة..

* * * * *

ماذا سيقول النهار لزهوره.. حين تتساقط الأسماء من الانتظار.. وتهطل التنهدات من اللهفة..

ماذا سيقول للعيون المنتظرة على أبواب شرفتك.. حين تستيقظ ولا ماء حولها.. وسر أنوثتك.. يضج في النوم.. ويجرح صمت السرير..

ماذا ستقول السماء للنوارس الهائمة فيك..

حين تخرج الغفوة ولا ريح تحت جناحيها..

لأن أياماً جديدة.. تدخل الآن.. وأنت ذاهبة في أحلامك المزدحمة بالرغبة المتدفقة كالضحك.. برداً في الحرائق.. وسلاماً كالشلال.. يشبه الشوق..

ماذا سيقول البحر للموجة الناهدة في فراشك..

حين تشهق لهفتها.. ولا ساحل ثمة سواك..

ماذا ستقولين لهم.. وأنت الماء.. والريح.. والسواحل..

هكذا.. أنت مدن الضياء التي تنهض من الحزن..

وأنت في الكلمة.. فضة حلم..

وفي الخطوة بدءُ التكوين..

كالمعجز المسكون بتوق البدء..

السابح في زئبق الشرود الرخو..

هكذا جئتِ..

مهموسة بالحب..

وبهجة السهو..

* * * * *

حبي لا يكفيه أوراقي.. وأوراقك..

لا تكفيها لغة.. ولا تسعها كلمة..

ولا تحيط بها أبجدية..

أنا شعوب من العشاق..

وحنان أجيال.. يقطر مني..

** **

- د. أسعد بن ناصر الحسين

asad_n_g@hotmail.com

@GhAsaad_