يُقال بأننا نختلف في الرضا على الأقدار التي كُتبت لنا.. وعلى تقبلنا وتعايشنا وردود أفعالنا..
يُقال بأن جزعنا مختلف ... وأحزاننا مختلفة
ووقع الأمر على نفوسنا يختلف وقد يكون هذا الاختلاف بفرق شعرة.
نتفاوت في الصبر والتصبر والحديث والكتمان
لا علاقة لطاقاتنا بما يظهر علينا ..
فقد ترى أنني كالصخر وأنا في الحقيقة يبكيني ضياع معطفي..!
وقد تبدو لي هشاً وأنت في الحقيقة لا تحزنك مذبحة في حرب أهلية..!!
كل هذا الاختلاف الذي يضعنا في نقاط متقاربة هو الذي جعلنا عوناً لبعضنا البعض وسلاسل متينة
قد تُربط على متنِ أحدنا إن شعرنا بانزلاقه.
لقد كان هناك «رتق» في وسط صدري..
عاش طويلاً وهو بهذا الشكل المؤلم..
تشبع من الهواء والمطر حتى أزهر فراغه..
ونمت أغصانه وقويت جذوره ثم أزهر..
لكنه أزهر في حدود صدري..
لم يعلم عنه أحد لم يتضح ذلك علي أبداً..
كانت أمنياته بأن يرى النور في وجه الرضا يوماً.
وأن يعيش بشكل أجمل ووضع أفضل.
لماذا تنظر إليّ بهذا التعجب ؟!
ألم أخبرك بهذا الأمر من قبل ؟
ألم تشعر يوماً بأن وجهي به شيء متعب أحاول أن يتبدل .
لا أن أخفيه عنك؟!
ألم تعلم بأنك أنت الوحيد الذي رمم الرتق في داخلي وأن كل تلك الحدائق التي كانت به لم تر النور إلا معك..؟!
ألا ترى في عيني لهفة دائمة لك لا أشبع من رؤيتك
ولا أنتهي من عطرك ولا أُضيع وقتاً في قبضة يدك؟!
« رتق « كان دامياً حتى التهب فأوجعني حتى وصل للحد الذي لم يعد الألم مؤلماً ... ثم نزف حتى نشف..
فلم يعد احتقان دمه ملفتاً ..
يا إلهي ماذا صنع الله بك حتى تأخذني من هذا جميعاً بكل هذا اللطف الذي حرصت أن لا يخدشني..
أي ذكاء أحببتك به حتى وصلت لهذا العمق .
لقد أصلحت « رتق « قلبي بخطوط وجهك الذي أحب ..
وصفاتك التي تمنيت ..
لقد كُنت كثيراً من والدي .
لقد كنت أجول بعيني في أرجائك ..
وأقول ربما لأنني لم أعرف ألطف منه في حياتي .
لقد اخترتك رغم وجود الصدفة ..
لأنني لا أراك صدفة أبداً أنت شيء رائع كان ينتظرني ..
ووطن لم تُنصب قوانينه إلا معي .
انظر هُنا في داخل داخلي ذلك الزهر الأحمر ..
لقد التصق قلبي ببعضه البعض وشُرح صدري .
«رتق» كان قد أدمى حياتي حتى أصلحته!!
** **
- شروق سعد العبدان