هي ليست معركة ولا حلبة مصارعة ولا سباقاً لجائزة!
هي الحياة الراحة والعمل، السكون والحركة، الليل والنهار، فما بالنا نتبعثر في كل يوم أكثر، الشعور في شتات، والأفكار مختلطة، والأعمال تتكاثر.
أصبح البعض منا يلهث، والبعض يحاول، والنادر من ينجز الإنجاز الذي يسد رمق حاجة الرضا الداخلي لديه.
الطاقات بدت تخبو، لأنها تفرض وجودها فرضاً وتتجدد بالإكراه لتندفع مواكبة إعصار التغيير، هذا الاندفاع هيأ لنا سراباً في سماء عقولنا واستحوذ على تفكيرنا وصار البعض هدفه السباق في اللحاق لا لشيء بل (مع الخيل يا شقراء) دون معرفة ميدانه المناسب ومعدنه الحقيقي، هذا التنافس والتناحر ينحر شيئًا فشيئًا ذواتنا.
فلننُخ ركابنا ونخلع القيود عن رقابنا، ونلتقط أنفاسنا ونحط رحالنا في مساحة التأمل ففيها أبواب يمنحها الله للبشر؛ فمنهم من يجبن ويتردد ويخاف أن يلج من باب القوة الذي هو أشد الناس حاجة إليه فيؤجل ويمتنع ويفوته خير كثير وقليل من يقف عنده لذا هم الشجعان الذين ينتهزون الفرص ويستثمرون الإمكانيات ويتطاولون في البناء..
وكلما نوخنا ركابنا في مساحة التأمل: تغمرنا ألطاف الله فتهنأ أنفسنا، وتستكين أرواحنا، وتستريح عقولنا، حينها سندرك جميعنا أن غالبية مشاغلنا؛ من أجل الآخرين لا من أجلنا!! فكم كنا نرحم غيرنا، ونقسو على أنفسنا، ولم ننتبه بأن رحمتنا بهم جعلتنا نظلم ذواتنا، وإن لم نتدارك الأمر فمع الوقت سنظلمهم.
كم نحتاج لمساحة التريث نعيد فيها ترتيب أولوياتنا وننظم أمورنا حتى لا نقول للغدير من للضرير يرويه؟
** **
- مها عبدالله النصار