مقولة مشهورة يرددها المسرحيون في العديد من دول العالم والتي تهتم بالشأن المسرحي للكاتب الأمريكي ( مارك توين ) في كتابه مسرح الطفل حيث قال : ( أعتقد أن مسرح الأطفال من أعظم الاختراعات في القرن العشرين ، إنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع إلى السلوك الجيد اهتدت إليه البشرية ، لأن دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة أو في المنزل بطريقة مملة ، بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماسة وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال التي تعد أنسب وعاء لهذه الدروس ، وحين تبدأ الدروس رحلتها فإنها لا تتوقف في منتصف الطريق بل تصل إلى غايتها إلى عقول أطفالنا ) مساء الأربعاء وعلى مسرح مجمع الريان التابع للمؤسسة العامة للتدريب والتقني والمهني ، وبدعوة من هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة ، حضرت العرض الأول لمسرحية الأطفال (مغارة الحكايا ) لكاتبها / فهد الحوشاني ولمخرجها / عبدالملك المزيعل ، مضمون المسرحية يحكي مجموعة من الأطفال اتجهوا نحو مغارة ليتعرفوا فيها على قصة الحطاب حمدان ورحلته في غابته السحرية ، مدة عروض المسرحية السبعة كانت كفيلة باستقطاب جمهور كبير من الأطفال لولا سعر التذاكر مكتوب لمنشورها ( تبدأ من 59 ريالاً ) الأمر الذي حال دون حضور جمهور للمسرحية ، ولا أدرى ما الذي دعا هيئة المسرح ليدخل الطفل لمسرحيته عن طريق شباك التذاكر ! هل غاب عن هيئة المسرح أن مسرح الطفل من الأعمال الفنية الترفيهية التي يحب الأطفال رؤيتها في المدارس وخارجها دون مقابل ! ما حدث لمسرحية مغارة الحكايا والمسرحيات التي قدمتها هيئة المسرح للأطفال ضمن استراتيجيتها أمر غير موفق الأمر الذي أحجم الجمهور عن الحضور ، كان بالإمكان أن يكون الدخول بسعر رمزي حتى يتعود الصغار على المجيء للمسرح ، وعندما يكبر الصغار وتكبر معهم مواضيعهم الاجتماعية المطروحة على خشبة المسرح ، حينها بالإمكان تكبر معهم سعر التذكرة وسيقبل ( تبدأ من 59 ريالاً ) ونحن على يقين بأن مسرح الطفل يأتي الاهتمام به من قبل هيئة المسرح والفنون الأدائية لإيمانها بأنه وسيلة تعليمية وتثقيفية وترفيهية ، تريد الهيئة تقديمه كنوع من واجباتها المسرحية للأطفال بعد أن تهيأ له سبل النجاح كالدعاية والإعلانات في وسائل الإعلام والشوارع والميادين ، ويبقى السؤال هل ستجني التذكرة بالفائدة الربحية لهيئة المسرح وهي جهة رسمية ؟! نعم المسرحية مغارة الحكايا نجحت كعرض فني لكنهاأخفقت في الحضور الجماهيري شأنها شأن غيرها من المسرحيات التي سبقتها !
** **
- مشعل الرَشيد