سهوب بغدادي
تعرف اللغة بأنها أداة من أدوات العلم والمعرفة، وتعد أحد أهم وسائل الاتصال بين أفراد المجتمع في جميع مواطن الحياة اليومية، فضلاً عن التواصل مع الشعوب الخارجية وإيجاد سبل التعاون المشترك بينهم على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية وما إلى ذلك، فبدون اللغة يتعذر النشاط المعرفي والعلمي. ومن هذا النسق، تبرز الترجمة كأداة فعالة لنقل العلوم والمعارف وتقريب وجهات النظر بين الشعوب حيث تعمل الترجمة الحقة، ولست الحرفية الجافة الجامدة على التلطيف وتهيئة المعلومات والمطالب والرغبات، من خلال تلمس اللغة الهدف وثقافة أهلها بمعزل عن عملية نقل كلمات ومرادفات مقابل أخرى.
كما تسهم الترجمة في سرعة نقل الأخبار إلى أنحاء العالم، وفي ظل الثورة الرقمية التي خيمت بظلالها على الصحافة التقليدية نجد أن تفعيل دور الصحافة الرقمية وصحافة المواطن بالشكل المقنن والصحيح أمر لا بد منه لمواكبة هذه التغييرات، إذ تعمل وكالة الأنباء السعودية والجهات المعنية كمركز التواصل الحكومي والدولي على تفعيل اللغات الأجنبية كمصدر للمعلومات والأخبار الموثوقة من مصدرها، أيضاً، تعزز الترجمة دور السياحة وازدهارها، وفي خضم انفتاح العالم مؤخراً على السياحة في المملكة العربية السعودية بسهولها وجبالها وبحارها تتجلى هنا أهمية تدوير المحتويات الثقافية والحضارية وتوفير ما يلزم من إرشاد وما يشابه ويتداخل في العملية ككل، من هنا استذكر مبادرة «السعودية بكل اللغات» الفريدة من نوعها فلفتتني خلال الأعوام القريبة الماضية حيث كان لها الأثر الطيب والكبير ولكن لا أعلم ما الأمر الذي حل بها، متمثلة في عدد من شباب المملكة المتطوعين لترجمة المواد الإعلامية إلى مختلف لغات العالم الحيوية، حيث نشر مركز التواصل الحكومي تغريدة عن المبادرة مع مقطع تعريفي لها عام 2019، ولكن لم أجد أثراً لها خاصةً مع عودة الحياة الطبيعة بعد اندلاع الأزمة الصحية العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا وعودة السياحة تباعاً، فالأجدر أن يتم إعادة تفعيل المبادرة ودعمها بالشكل الصحيح واللائق كدعم معنوي ودعم مادي كذلك، فيما يعد توظيف وتسخير طاقات الشباب أهم عامل لنجاح المشاريع والرؤى، وذلك ما نعول عليه بإذن الله للوصول إلى المعالي.