علي الصحن
هل هناك ضرورة لرفع عدد اللاعبين الأجانب في فرق أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين؟ خاصة وأن تجربة اللاعبين الثمانية ثم السبعة في الفترة الماضية لم تحقق كل ما كان مؤملاً منها، بل إن البعض يميل إلى أنها أسهمت على نحو أو آخر في حجب الفرصة عن اللاعب السعودي في عدد من المراكز، مما ترك أثره على المنتخب في النهاية، وأن الفائدة الأبرز من التجربة هي تقارب مستويات الفرق في الدوري، وقدرة بعض الأندية على الدخول في المنافسة وتحقيق الألقاب وهو ما كان صعباً ونادراً في السابق.
الحقيقة هنا أن بعض الأندية قد لا تكون بحاجة للعدد الحالي من اللاعبين الأجانب، وأنها تملك من اللاعبين والمحليين من يفوقهم، لكنها تضطر للتعاقد معهم من بسبب المطالب الجماهيرية، وحتى تغلق الطريق أمام أي تعليقات في حال عدم تحقيق النتائج المطلوبة، وهي بذلك تخسر مرتين مالياً وفنياً.
بقراءة للمشهد خلال المواسم الأخيرة نجد أن عدداً من اللاعبين الأجانب لم يشكل أي إضافة لفريقه، وبعضهم يقوم بدور جيد لكن من الممكن أن يقوم به أي لاعب يأخذ نفس الفرصة، وبعضهم بالتأكيد حقق الإضافة وسجل حضوراً مميزاً، وهنا يمكن القول إن قصر عدد اللاعبين الأجانب على (5) لاعبين فقط ربما يكون خياراً أفضل، بشرط أن يكون الخمسة كلهم من المميزين القادرين على صناعة الفارق، بدلاً من ثلاثة مميزين وثلاثة متوسطي المستوى واثنين يشكلون عبئاً وعالة على الفريق ويتم استبدالهم في أول فترة تسجيل متاحة.
قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن أتمنى من اتحاد الكرة دراسة الفكرة من كافة الجوانب، بداية بالجوانب الفنية وأثر الزيادة على المستوى الفني للمسابقة والفرق المشاركة فيها، والجوانب المالية والعبء الذي تشكله الزيادة على بعض الأندية، والأثر الذي سيتركه القرار على اللاعب السعودي وفرصته في المشاركة، وقد شاهدنا مثلاً غياب اللاعب المحلي المميز التام في بعض المراكز، وأبرزها مركز رأس الحربة وهو المركز التي اتفقت جميع الأندية على شغله بلاعب أجنبي، وليس أدل من قائمة الهدافين في المواسم الماضية على ذلك.
الأندية من ناحيتها، يجب أن تدرس القرار من ناحيتها في حال إقراره، وفي تجربة نادي الهلال مع اللاعبين الأجانب ما يكفي ويغني، فقد ظل عدد من لاعبيه الأجانب على دكة البدلاء، وظل الفريق الأقل استفادة من العدد الكامل من اللاعبين الأجانب، وذلك لوفرة اللاعبين المحليين المميزين (أولاً) ولسوء اختيار بعض الأسماء الأجنبية التي عجزت عن إثبات وجودها وفرض حضورها (ثانياً) ومع ذلك ظل الفريق حاضراً بطلاً متوجاً على قمة القارة، والأكثر تحقيقاً للبطولات المحلية في المواسم التي شهدت زيادة عدد اللاعبين الأجانب – منا هو حاله قبلها - إلى (8) ثم (7) توالياً.
السؤال المهم: هل استفاد اللاعب المحلي من اللاعب الأجنبي؟ أعتقد أن (لا) هي أقرب الإجابات للحقيقة بكل أسف، لم نشاهد تطوراً في أداء معظم اللاعبين المحليين بسبب الاحتكاك باللاعب الأجنبي، وربما كانت الأسباب متعلِّقة باللاعب نفسه، وربما كانت بسبب المدربين وعدم حرصهم على تفعيل هذا الجانب، أو امتلاكهم للوقت الكافي لذلك، والأندية هل عملت على تفعيل هذا الجانب خاصة عند التعاقد مع لاعبين مميزين على شاكلة قوميز وجيوفينكو وتاليسكا وبانيقا؟ الواقع أننا لم نشاهد شيئاً، وربما كان هناك شيء ولكنه ليس بالشكل الذي يرجوه الجميع.