واس - الرياض:
نوّهت مجموعة البنك الدولي - خلال دراستها الاستقصائية بعنوان «التعليم الرقمي والتعليم عن بُعد في المملكة العربية السعودية.. تجارب من وباء كورونا وفرص تحسين التعليم» - بجهود المملكة في تطوير منظومة التعليم، وما حققته من نجاحٍ مميزٍ في تجربة التعليم الرقمي والتعليم عن بُعد خلال جائحة كورونا، وذلك من خلال استثمار الحلول البديلة والتقنيات الرقمية؛ لاستمرار العملية التعليمية بجميع المراحل الدراسية.
ولفتت مجموعة البنك الدولي إلى حرص وزارة التعليم على تحسين أدواتها وخدماتها التعليمية، من خلال المتابعة المستمرة لبيانات المستخدمين على منصاتها التعليمية الإلكترونية، وحلقات التغذية الراجعة، مشيدة بنموذج المدرسة الافتراضية التي أطلقتها وزارة التعليم منذ بداية العام الدراسي 2020 - 2021م، وما أسفر عنه من ظهور صور للابتكار والإبداع على جميع المستويات، لا سيما بين المعلمين والمعلمات، مشيرةً إلى أن هذه التجربة أسهمت في بناء الوعي المبكّر حول أهمية استخدام تقنيات التعليم في دعم وتعزيز عمل المعلمين والمعلمات وخبرات الطلبة التعليمية، إلى جانب إيجاد طرق وأساليب اتصال جديدة.
وتناولت مجموعة البنك الدولي مراجعة لتجربة المملكة وجهود وزارة التعليم التي امتدت من مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، متضمنةً آراء مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والطلبة وأولياء الأمور والمشرفين والمشرفات في المدارس.
وأكدت الدراسة أن توظيف الحلول التقنية وتوفر الموارد والأدوات الرقمية كان داعمًا لاستمرار رحلة التعليم في المملكة، إذ يرى 89 في المائة من المعلمين أنهم تمكنوا من تدريس كل الدروس المتوقعة منهم أو جميعها تقريباً، في حين يجد 98 في المائة من المعلمين أن منصة مدرستي مفيدةً حتى بعد الجائحة، وفي المقابل عبّر 94 في المائة من أولياء الأمور عن إفادة أطفالهم من الأدوات الرقمية التي أتاحتها المملكة في التعلم عن بعد.
وأشارت مجموعة البنك الدولي إلى فاعلية التعليم عن بُعد في بناء المهارات التكنولوجية، ومحو الأمية الرقمية، ومهارات التعلم المستقِل، إضافة إلى قواعد السلوك الرقمية وإدارة الوقت، لافتةً إلى أن التعليم الإلكتروني بالمملكة -على الرغم من التحديات والظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة- سجل حضوراً وتفاعلاً قوياً على مستوى الطلبة والمعلمين والمعلمات، حيث تمكن 98 في المائة من الطلبة من الوصول إلى «مدرستي»، في حين وجد 89 في المائة من مديري المدارس أن نسبة غياب المعلمين كانت أقل مما كانت عليه في السنوات السابقة، في مقابل 59 في المائة من المعلمين الذين عبّروا عن إشكالية ضعف الاتصال بشبكة الإنترنت التي واجهتهم في بعض الأحيان مما شكل عائقاً في الوصول إلى الفصول الافتراضية.
ودعت مجموعة البنك الدولي إلى ضرورة استثمار فرص تحسين عملية التعليم، موضحةً الإستراتيجية اللازمة لتحقيق التحسينات الدائمة في خبرات ونتائج تعلم الأطفال، كالتخطيط لنماذج التعلم طويلة المدى (الفصول الدراسية المقلوبة، والفصول الإثرائية الافتراضية)، ووضع سياسات لإمكانية وصول المعلم والطالب إلى الأجهزة والاتصال، واستهداف التنمية المهنية للمعلم لتقليل التباين في أداء المعلمين والمعلمات، إلى جانب تقديم الدعم من المعلمين والمعلمات للتعرف على الاحتياجات الاجتماعية والنفسية لطلابهم وتلبيتها، واستمرار إجراء الاختبارات الوطنية لتوفير معلومات عن مستوى تعلّم الطلبة.