د. فهد صالح عبدالله السلطان
يكاد يتفق زوار مهرجان الكليجا ببريدة على تميزه بدورته السنوية وفي هذا العام بالذات، مما دعا سمو أمير المنطقة مشكوراً إلى تمديد فترة إقامته.
لم يقدر لي زيارة المعرض لظروف عملية ولكنني سمعت انطباعات الزوار من داخل المملكة وخارجها خاصة دول الخليج التي تكاد تتفق على أنه من المهرجانات النادرة في الوطن العربي.
وحتى لا نقف عند حدود الطرح الوصفي للمهرجان دعونا نستعرض بعض أسباب نجاح المهرجان حتى يمكننا الإفادة منها علمياً وعملياً:
1 - التنظيم الرائع الذي تميز به إعداد وتنفيذ وتشغيل المهرجان. وكما هو معلوم لدى خبراء الإدارة فإن التنظيم هو فيصل النجاح وعموده الفقري.
2 - جودة المنتجات وتنوّعها ومناسبة أسعارها مع التركيز على التخصص القطاعي فيها
3 - الشهرة المحلية والخليجية التي اكتسبتها منتجات القصيم فقد أصبح اسم «القصيم» علامة تجارية أو Trade Mark ولعل هذا العامل من أهم العوامل التي تساعد على التسويق وارتفاع الطلب على أي منتج.
4 - القدرات التسويقية سواء للعارضين أو لإدارة المهرجان.
5 - الفعاليات التي تصاحب المهرجان.
6 - العمل بروح الفريق الذي يتميز به أهل القصيم.
7 - الروح الاجتماعية والأريحية والخبرة التجارية العملية التي يتميز بها أهل القصيم. حتى أن بعض الزوار يذكر أن المنطقة عبارة عن مدرسة تجارية وأن الإقامة هناك بحد ذاتها تعتبر قيمة مضافة للخبرة التجارية والمكاسب الثقافية له ولأسرته.
8 - الكرم وروح الضيافة التي يتميز بها أهل المنطقة شأنهم في ذلك شأن بقية مناطق المملكة - بحمد الله.
9 - الموقع الجغرافي المتوسط للقصيم بالنسبة لبقية مناطق المملكة أو لدول الخليج العربي وتوفر وسائل النقل والمواصلات.
10 - مناسبة تكاليف الإقامة والإعاشة بالنسبة للزوار وتوفرها بأسعار محتملة اقتصادياً.
11 - وجود أمير مخلص ومحبوب يقف خلف كل صغيرة وكبيرة ويقود فرق العمل بمهنية فذة يتمثّل بشخصية الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، ومتابعة نائبه - وفقهما الله.
الذي أردت أن أصل إليه هنا هو أهمية البناء على النجاح وتعزيزه واستثماره. ولذا فقد يكون من المناسب تبني برنامج نوعي للمهرجانات والمعارض في مدينة بريدة يتضمن فيما يتضمن إنشاء مقر عالمي بارز للمعارض ويكون منطقة جذب ومزاراً سياحياً وتجارياً وثقافياً للمجتمع الخليجي كله، يعمل على مدار العام. يتضمن مقراً للمؤتمرات ومركزاً لريادة الأعمال والفعاليات العلمية والعملية المصاحبة خاصة طرح الخبرات والتجارب التجارية لأهل المنطقة وريادة الأعمال لدى شبابها، وقاعات لعرض المنتجات المحلية كالتمور والخضار والفواكه والمنتجات الشعبية والمصنوعات المحلية .... إلخ. ويتم تمويله من صندوق الاستثمارات العامة أو من شركات محلية متضامنة أو منهما معاً. ويساهم في وضع هيكله هيئات وكيانات عالمية تشاركها كيانات محلية كجامعة القصيم وأمانة المنطقة والغرفة التجارية ومتحف العقيلات... إلخ. إذا كنا نبحث عن الميز النسبية للمناطق فهذه هي الميزة النسبية للقصيم.
وللتذكير فقط فإن هذا المقترح أو المبادرة لم يكن مبنياً على دراسة نظرية أعدها الكاتب، بل تستند إلى تجربة عملية حيَّة نشاهدها ونلمس نتائجها على مدار العام، ليس في بريدة فقط ولكن في كل مدن القصيم.
في تقديري أنه إذا تم إنشاء المشروع بشكل مدروس وموضوعي فسيساهم في:
1 - زيادة صادرات المملكة.
2 - تخفيض معدل البطالة.
3 - رفع مستوى الحركة التجارية للمنطقة والمناطق حولها.
4- رفع مستوى الدخل للمنطقة والمناطق حولها.
5 - دعم ثقافة ريادة الأعمال وتأصيل العمل الحر للزوار والمشاركين ولأبناء المنطقة على حد سواء.
6 - تشجيع السياحة الداخلية والسياح من الخارج.
والله الهادي إلى سواء السبيل،،،،
** **
- أمين عام مجلس الغرف السعودية سابقا