عثمان أبوبكر مالي
إذا قفز مشجع رياضي إلى أرضية ملعب رياضي في مباراة لكرة القدم (ويحدث ذلك كثيراً) وتمكن من الجري والوصول إلى احد اطراف المباراة (حكم او لاعب) واعتدى عليه بالضرب قبل ان يتم القبض عليه، وتتم محاسبته من قبل الجهات المسؤولة عقابا شديدا، يناسب فعلته وخطأه الكبير، وهذا هو النظام وهذا هو القانون، لن تلحق العقوبة المدرج الذي خرج منه المشجع ولا الفريق الذي ينتمي إليه و(ارتدى شعاره) ناهيك عن معاقبة الفريق الضيف.
الأكيد انه لن يأخذ غير المعتدي بجريرته، وسيتحمل الحساب والعقوبة حتى إذا كان ما قام به فعل متكرر، ولا اعتقد ان هناك من يختلف معي في هذا القول والحكم.
بهذا المقياس أو (المنطق) أسأل هل يختلف الأمر عندما يقوم مشجع أو مشجعان (أرعنان) بإلقاء قارورتي ماء الى أرض الملعب، ويتم تجاهلهما وتتجه العقوبة الى النادي (المستضيف) فتحاسب جماهيره بالكامل، بل تتجاوزه العقوبة الى فريق آخر منافس وفي مباراة هامة دورية، كما هو الحال في القرار الذي أصدرته لجنة الانضباط وقيامها بمعاقبة فريق الاتحاد لكرة القدم بلاعبيه وإدارته وجهازه الفني وجماهيرهم أيضاً؛ بعد ان القى مشجعان او هو مشجع واحد (قارورتي ماء) الى أرضية الملعب في مباراة سابقة، ولم يشاهد ذلك الفعل ولا قارورتي الماء احد، سوى (مراقب المباراة) ولم يتحدث عنه احد الا بعد صدور القرار الذي يمنع جماهير النادي كافة من حضور مباراة دورية هامة، وإقفال كل مدرجات وابواب الملعب، لتشمل العقوبة وتمتد الى الفريق المنافس، (وسنصفي النية) ونقول إن العقوبة جاءت في هذه المباراة (مصادفة) وليست انتقاءً ـ كما يردد كثيرون في الوسط الرياضي ـ وبالتالي فإن العقوبة تجاوزت الناديين الكبيرين والمتنافسين على تصدر الدوري الكبير والهام (الاتحاد والنصر) لتصبح عقوبة على المستثمرين في الملعب وعلى الباعة وأصحاب محلات بيع المأكولات والمشروبات في أروقته، بل انها عقوبة على الدوري كله ومتابعيه واثارته ومتعته، عندما يجبر الجميع على مشاهدة مباراة منقولة من غير جمهور في ملعب تتسع مدرجاته إلى 70 ألف مشجع!!
لقد تحول القرار الى قضية رأي عام واصبح موضع استياء كبير، مع رفض وإنكار الغالبية العظمى من الجماهير له، حتى إذا كانت العقوبة متدرجة (كما قيل) كان يمكن تكييفها والتعامل معها بـ (روح القانون) كما تفعل اللجنة وكثير من لجان الاتحاد في بعض الأحداث والقضايا، بل كان بإمكان اللجنة الانتصار للروح الرياضية، وليس روح القانون وذلك بتأجيل القرار إلى مباراة أخرى أقل اهتماماً وتأثيراً، من خلال (تمطيط) الإجراءات والتحقيقات كما يحدث في كثير من القضايا، وقبل إعلانه، ليتم تنفيذه في مباراة تكون العقوبة منفذة والأضرار أقل والتأثير حاصل لجمهور النادي المقصود وليس للدوري كله، هذا إذا كان الهدف هو الردع وليس الإجهاز!.
كلام مشفر
« فشلت محاولات منع الكابتن حمدالله من ان يكون لاعبا اتحاديا يرتدي قميص العميد (باختياره) وتفتقت الأفكار عن قرار حرمان الفريق كله من جماهير عريضة كانت تنتظر ان تكون داعمة له في المباراة الهامة امام مطارده ومنافسه وفريقه السابق، لكنهم نسوا أن هناك امرا هاما لن يستطيعوا انتزاعه من لاعبي الفريق جميعا، ذلكم هو (روح الاتحاد) الذي سيبقى موجودا في الملعب وسنرى!.
« أعضاء لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي مقدمتها لجنة الانضباط متى نجد منهم بعض التعب والاجتهاد والبحث عن تطوير وتحديث بعض القرارات والعقوبات (البالية) التي تجاوزها الزمن، بأخرى مناسبة وحضارية تتوافق والتطور الكبير الذي تعيشه أجهزة البلد جميعها وفي مقدمتها الرياضة.
« أيضا متى يتم تفعيل دور الرقابة والمراقبين لتكون بطريقة آلية، وليس بشرية فقط، وذلك من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا في القيام بالمراقبة الدقيقة (وليس كاميرا الدمعة) حتى تكون رقابة حقيقية ومنصفة باللقطات والصور وربما صوت وصورة، كما هو حاصل في العديد من الأجهزة والمؤسسات الحكومية الحيوية.
« (تم القبض) عبارة قصيرة وإجراء رسمي تقوم به الأجهزة الأمنية للمخطئين والمستهترين، فيه ردع لمن يتجاوز النظام أو يخطئ على الآخرين ويتم الذهاب اليه مباشرة، دون الإضرار بغيرهم، من السهل الأخذ بها في المدرجات والملاعب الرياضية، خاصة في الملاعب الكبيرة والمجهزة، الأمر يحتاج فقط الى جرأة ولكن من يعلق الجرس؟!.