منال الحصيني
لا ينبغي لأي منا أن يتخلى عن ذاته تحت أي ظروف وكذلك لا يجب أن نأخذ موقفًا انهزاميًا بشأن قدراتنا فغالبًا ما تكون سمة النجاح كامنة في شخصياتنا تنتظر تفعيلها في ظل تأثير الدوافع التي تحفزّها بالفعل.
لماذا لا يتقدم البعض بالرغم من أن قدراتهم واضحة جليّه؟
هل السبب أنهم متخاذلون وليسوا مبادرين، بمعنى أنهم نادراً ما يطلقون عنان أنفسهم ويمنعون ظهور قدراتهم من الظهور كما لو أنهم يخشون ذلك.
قطعاً إن من يحققون النجاح في أي مرحلة من مراحل حياتهم هم ما نطلق عليهم المبادرين المتحمسين.
نرى غالبيتنا يعاني المشكلة ذاتها فهي ما تسمى (مشكلة الذات المنقسمة) وبمجرد فهم انقسامات شخصيتك سيمكنك العمل على معالجتها.
ففي مثل تلك الحالة جزء من شخصيتك مغامر ولديه طموحات ويأتي بأفكار مميزة، لكن الجزء الآخر يعرقل قيامك بمبادرات جريئة ويشعرك بالفشل.
فيجعلك خائفًا من انتهاز أي فرصة وبالتالي أنت تفكر ثم لا تفعل.
بسبب ذاتك (الانهزامية) فهي من يبرر ذلك الفشل.
أما عن علاج تلك المشكلة فهو يكمن في التخلص من نصف الاستعداد والبدء بالاستعداد الكامل الذي يصدر من (ذاتك الحقيقية) فالأمر يحتاج إلى إيمان بذاتك وشجاعة.
فعلى حسب مقولة عالم النفس الشهير ويليام جيمس «لا يوجد من هو أتعس من إنسان لم يعتْد شيئاً سوى التردد»، لذلك نفذ أفكارك بإصرار كامل ابذل ما بوسعك راقب عملك وهو يؤتي ثماره.
لا بد من وجود إلهام يرفع روحك المعنوية وعقلك، بحيث تؤدي بك إلى استجابات انفعالية لذلك وعقلية أكبر للوصول لغايتك الإبداعية، من المهم قراءة سير ذاتية لأشخاص طوروا مواهبهم واستطاعوا حل مشكلاتهم وأصبحوا مثالاً للإنجاز والنجاح، تعرف على من حققوا إنجازات وتحدث معهم وأنصت لأفكارهم باهتمام.
أعي جيداً أن روتين الحياة يجعل همتك تفتر وأنت في قمة تجربة محفزة، وأعرف خطر الأشخاص المتهكمين الانهزاميين فهم لن يحققوا أي شيء أنت من سيحقق النجاح لذلك يجب أن تعيد نشاطك وإلهامك بصورة مستمرة، هناك ما يسمى بـ(الكلمة السحرية) دائما ما تكون محفزة لا يمكنك معرفة متى ستحدث وبالتالي من الذكاء أن تجعل عينيك وأذنيك وعقلك كذلك على استعداد لها حيث إنها قد تغيرك تماماً وبالتالي ستغير حياتك.
إن أي شخص يود القيام بشيء مهم يرغب بتحقيقه بشدة لا بد أن يمر بمجموعة من التجارب المحفزة التي ستحوله من شخص «عشوائي» لذلك المفعم بالحياة.
قد يعلق أحدكم قائلاً: لماذا تخبرينا بذلك؟ فأنا مجرد شخص عادي؟ «نعم أعلم ذلك وكذلك أنا»
وربما يستطرد قائلاً: «أنا أعمل في وظيفة عادية لا أجد ما يحمسني».
أنت بحاجة لتغيير تفكيرك بشأن ذاتك وعملك تقدم، كن متحمساً لعملك وسوف تتطور به، كن شعلة من الحماس حتما ستشعله نجاحاً، فكل شيء له متعته إذا ما شعرت تجاهه بالحماس.
يجب أن ندرك أن بداخلنا قوى رائعة منحنا الله إياها،
عندما نحررها سنتحول لشخصيات عظيمة.
فقط نتخلص من نصف الاستعداد ونبدأ باستعداد كامل فبدون المغامرة لن نحصل على شيء.