رمضان جريدي العنزي
يعد عمر الإنسان على هذه الأرض هو مقدار عطائه ونفعه للناس، وذلك حسب وسعه ومقدوره وطاقته، أن نفع الناس في شتى الميادين هو الباقي الصالح، وهو الثمرة الطيبة، ثناء في الدنيا من الناس، ومثوبة عظيمة من الله في الآخرة، قال الشاعر:
إذا الغصن لم يُثمر وإنْ كانَ شُعْبّةً
مِنِ الثمراتِ اعتدَّه الناسُ في الحَطَبْ
إن الإنسان الذي يمطر الناس بالنفع، يصبح مثل الشجرة الطيبة أغصانها نضرة، وعطاؤها كثيف، ومثل الروض الأخضر اليانع المليء بالورود والزهور، مسرة للقلب والروح، وتبقى ذكراه بعد الموت فواحة عطرة على كل لسان، يلهج له الناس بالدعاء والثناء والترحم، قال الشاعر:
فاحفظْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مُوْتِكَ ذِكْرَها
فالذكرُ للإنسان عمرٌ ثاني
إن المحسن وفاعل الخير، والساعي مع الناس، والواقف على شؤون اليتامى والمحتاجين والفقراء والمرضى، والبار بوالديه، وفارج الكرب عن الناس، كلهم يموتون ولا يموت ذكرهم وأعمالهم، وتبقى أعمالهم شواهد حية يتناقلها الناس من جيل لآخر، فهنيئاً لمن يملك خاصية البذل والسخاء والبر والعطاء في ميادين الخير والمساعدة والإحسان والمعروف.