ياسر النهدي
وصف الشاعر السوري نزار قباني الجمال ذات يوم قائلًا:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتًا
فالصمت في حرم الجمال جمال
في ليلة ظهور الهلال في سماء أبوظبي مرصعًا بالنجوم في كأس العالم للأندية أمام الجزيرة الامارتي رددت جماهيره الشطر الآخر لشعر قباني بعد الفوز الكبير بسداسية والتأهل للدور نصف النهائي قائلة:
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال
الهلال الذي أضحى مضطربًا بفقد النقاط في آخر لقاءاته في الدوري.. أعاد رجاله وادارته ترتيب أوراقه تارة بالتعاقدات الرنانة وأخرى بالالتفاف حوله ليظهر بالمظهر اللائق في تمثيل بلاده في مونديال الأندية العالمية ليضرب موعدًا مع تشيلسي في نصف نهائي العالم بكل جدارة واستحقاق.
الكرة الجميلة التي امتع من خلالها لاعبو الهلال المتواجدين في المباراة وخلف الشاشات في لقاء الجزيرة الاماراتي لم تأت من فراغ بل لوجود أسماء كبيرة محلية دولية وأخرى أجنبية كانت كلمتهم هي الأعلى بقانون الفن والمهارة في كرة القدم حتى بات رؤية هلالهم سهلاً بالعين المجردة، دون الحاجة إلى تيلسكوب أو مجهر.
غداً يتمنى عشاق الهلال والرياضة السعودية تأهله إلى النهائي على حساب النادي العريق تشيلسي الإنجليزي المدجج بالنجوم في نصف نهائي كأس العالم للأندية في اللقاء الذي اعتبره الأصعب حتمًا للهلال منذُ تأسيسه ولأكثر المحللين محال، لكن كرة القدم دائماً ما نجدها حبلى بالمفاجآت وتخدم من يخدمها ويقدرها حتى صافرة الحكم.. ونجدها في احيان أخرى عنيدة وتقسوا على من يدللها، ولهذا ربما يظهر الهلال في ليلة تشلسي ويسطع نوره في استاد محمد بن زايد او يختفي تمامًا أمام «البلوز» مكتفياً بمن شاهده في لقاء الجزيرة!.
ختامًا أرى انه يجب ان يضع مدرب الهلال في حساباته بأن لكل وقت آذاناً وان لقاء البلوز مختلف تمامًا ويحتاج إلى تأمين شباكه من خلال كسب الوقت وتضييق المساحات واستغلال المرتدات أمام فريق الزرق.