من هذه «الأدوات..» والتي تذكّر بأول ما خرج (الدشّ)-القنوات- والتي يومها طمست الفيديو.. الذي كان متربعاً على..، فأنتج السهر وتضييع الأوقات! وبعضهم أمست تمضي منه الأيام فُرطا!
المهم اليوم، ما نحن نعاني منه؟
أعني به الجوال (تحديداً ما يحمله من غثّ للأسف أكثر من سمينه، لأن السمين فضلاً عن أنه بضاعة مزجاة أمام زخم المعلومات، أو قدر ذلك النافع أمام مغريات أخرى..!
والعتب ليس هنا، ولكن على وجوه القوم الذي ما إن تحرص على لقاء الزملاء الذين كانوا لك ملاذاً عن تلك المجالس التي يمازجها من الرسميات ما يجعلك تنفر من طول المكث بها، فضلاً عمّن يتصدّرها من كبار الأسرة ما تلفى لك بها نصيب لا بالإدلاء بدلوك بما يُخاض فيها، والخجل إلا ويأخذك من أن تعلّق (فضلاً أن تصوّب) حول معلومة تلقى في تلك المجالس
أقول حتى تلك الاستراحات، إذ بعد بُرهة من (الاشكيلة) المعتادة من السلام والسؤال عن الحال، إلا وانصرف كلّ إلى جواله.
فعلاً مضت تلك اللقاءات الحميمية التي يلتفت إليك محدّثك وبكل اهتمام يصغ لك.
الآن ربما أعطاك معلومة تلقفها من جهازه، دون أن ينظر لردّة فعلك حيالها! فكأن تلك العواطف أمست خشبية، ألا فتدبّر اللفظة بالآية {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌَ}! لا تكاد ترى ولو تمحّصت من القوم الذي يولي شخصك فضلاً عن حديثك اهتماماً
ولا رعاية لذاتك وتجشّمك الحضور..
طبعاً كل يشتكي..!
وكل يعتب..!
وكل يبحث عن حلول ناجعة، ليس لما تقدّم فذاك للأسف حال الكبار.. من عليهم العُتبى لكن الموضوع استطال الناشئة الذين لا ندري (وأجسادهم بيننا) أين ذهبت بهم العقول، وإلى أين انتهى بهم مهوى قلوب منهم غرّة.. إلى أفكار كل واحدة تجذبهم إلى جالها.
أو خلف تخيلات تنجلي لا فئدة لا تمايز أحقيقة هي أم تصوّر للقادم، ولا غرو..
فهم وبأم أعينهم يرون النقلات النوعية عبر تطبيقات تأخذهم إلى دنيا - ربما- القرن القادم مستقرها ومستودعها
فالشكوى التي يميز بها من غيظهم العقلاء مخافة على أولئك الأغرار تجعل من مكمن الحلول المطروحة (صعوبة) التنفيذ
ولهذا نجد التربويين صبّوا جُهدهم في حصر الحلول كي يتماكن من بالفعل يبحث.. عساه يستدرك أبناءه والبنات من ملمات ما ينبعث من (معالم) هذه الأجهزة..لا سمح الله تنزل بالجيل، وهنا لعلّي أورد للمتخصص أربع نقاط، أحسبها مباركة، وجامعة للمرام.
ألا حبذا التدقيق فيها ومن ثم تطبيقها، و» هي:
- تصحيح السلبيات.
- تعزيز الإيجابيات.
- بناء الثقة.
- بناء العلاقة..»
كما أذكر لبعضهم
- الصداقة مع الابن.
- التوجيه المستمر.
وأزيد بـ(اثنتين)، هما أم النصائح:
- الصلاة، في المحافظة عليها.
فحسبها الآية {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) العنكبوت
فحسبنا صدر الآية {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} عندها أبشر بما في طي تمام الآية.
- .. ولا ننس «كثرة الدعاء» لما جاء في حديث دعاء الوالد لولده، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ)، رواه ابن ماجه، وحسّنه الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة». فهو «قمين» للإجابة، وقريب - بإذن الله.