الإعلام جزء لا يتجزأ من النظام الكلي للمجتمع، يقوم بأدوار هامة تساهم في تحقيق الاستقرار للمجتمع، لأنه بات يرتبط بكل مناحي حياتنا اليومية، وأكاد أجزم بأن الإعلام لعب دوراً بارزاً في كافة المجالات خاصة في مجال التعليم بكافة مستوياته، وذلك لأنه يقدم ما يفيد الملتحقين بالعملية التعليمية بكل سهولةٍ ويسر.
جودة التعليم
ولشدة أهمية الإعلام الجديدة كوسيلة لنشر المعارف في المجتمع، أقرت منظمة اليونسكو الدولية التعليم عن بعد كأداة أساسية ومهمة لتحسين جودة التعليم الحالي، حيث اعتمدتها فيما بعد وزارة التعليم السعودية منذ عام 2020م، بسبب جائحة كورونا التي تسببت في تعطيل العملية التعليمية الحضورية لفترة من الزمن، والتي عزمت على إيصال المعلومات والشروحات والامتحانات، ليس هذا فحسب بل من أجل تحقيق لمبدأ التعاون والتفاعل بين الأكاديميين والطلاب في جميع مراحلهم التعليمية.
تكنولوجيا المعلومات
أسهم الإعلام الجديد في رفع كفاءة الطلاب، ونشر الإيجابية و الاهتمام، من خلال تحسين أساليبهم في التلقي والعرض وتقديم المعلومات، ناهيك عن تحفيز مهارة التخطيط والتفسير، بالإضافة إلى المهارات الأساسية والتواصل بين المعلمين والطلاب في مختلف أنحاء العالم، وتجاوزاً لعقبة المكان والزمان.
لا لمحدودية التعليم
تجدر الإشارة هنا إلى دور وزارة التعليم السعودية في الحد من صعوبة الحصول على المعلومات الرقمية للطلاب، فعملت جاهدة على توفير كل ما من شأنه تسهيل العملية التعليمية، من الحواسيب والطابعات والبرامج والتطبيقات، في المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية، للوصول الفوري للطلاب وذلك من خلال توفير شبكات الاتصال بالإنترنت، لضمان سير الحصص والمحاضرات الدراسية بسلاسة ويسر، كما أظهرت اهتمام كبير في الصيانة الدورية لوسائل الاتصال في المنشآت التعليمية، حتى لا تحدث أعطال وعيوب خلال الحصص، الذي قد يؤدي إلى إضاعة الوقت، والذي بدوره قد يعيق سير العملية التعليمية.
الدور الإيجابي
امتداداً إلى دور وسائل الإعلام في التعليم، فقد عملت الجهات المختصة في وزارة التعليم وعلى رأسها معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ حفظه الله، ومديرو الإدارات والمكاتب والمدارس، إلى تدريب الكادر التعليمي التدريب المناسب، لاستخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا، وإدخالها في المنظومة التعليمية، بما يضمن التدريب على المهارات الحاسوبية وطرق استخدامها، إضافة إلى التدريب التربوي الذي يعزز سلوك الأفراد.
ثورة العلم
ومن منطلق الدور الإيجابي والفعال للإعلام في قطاع التعليم، برزت عدة مميزات مهمة تتمثل في بناء العلاقات والصداقات والتواصل مع الشخصيات المؤثرة التي تعتبر قدوة في النجاح والطموح، إضافة إلى إمكانية مناقشة وبحث المناهج الدراسية باستخدام قنوات اتصال متعددة أهمها اليوتيوب والواتس أب وغيرها الكثير، وأيضاً يشجع الإعلام الجديد على التفكير الإبداعي الخارج عن النمطية والتقاليد، ومما لا شك فيه أنها مجانية ومتاحة للجميع الأمر الذي يضمن انتفاع جميع الطلاب به بالرغم من اختلاف مستوياتهم المعيشية، والأهم هو إبراز دور المعلمين وأهمية رسالتهم التعليمية في المملكة العربية السعودية، وإنشاء قاعدة معلوماتية ومنصات تعليمية واضحة تُسهل التعامل بين الطلاب والمعلمين، لبناء جسور التعاون والمحبة والاحترام بين عناصر العملية التعليمية، بما يخدم خطة تطوير العملية التربوية، وفق المبادئ الدينية والوطنية والأخلاقية، للوصول إلى أقصى درجات الفهم والمنفعة المتبادلة، وأخيراً نشر إبداعات المعلمين والطلاب والكادر التعليمي لتعزيز جهودهم والاقتداء بهم.
ولا يفوتنا في الختام أن ننوه إلى أن الإعلام الجديد أصبح بوابة المعرفة الإيجابية أو السلبية، لسرعة انتشارها وتفاعل الناس معها على مدار الساعة، ولأن محتويات هذا الإعلام تهدف إلى النهوض بالمجتمع السعودي وتطويره في ظل حكومته الرشيدة، التي تسعى لتحقيق التطور والازدهار في كافة مناحي الحياة.
** **
@salmanaleed
salman201001@hotmail.com