حمّاد بن حامد السالمي
* مَن هم..؟ ومَن نحن..؟ وما الذي (منهم وعليهم.. ولنا)..؟
* هم حكام إيران اليوم، الذين أعادوا إلى الواجهة تاريخ الفرس الصفويين مع جيرانهم العرب.. هم من يُشيّع الجياع في العالم، ويجير المخدوعين، ويجند المأجورين في ميليشيات إرهابية: (https://www.al-jazirah.com/2022/20220102/ar2.htm)، مليشيات تحمل السلاح، وتمارس القتل والتدمير داخل بلدانها العربية المسلمة المجاورة لإيران؛ ليتفاخر الخمينيون ويقولوا بالفم المليان: (نحن نحتل العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن)..!! وعينهم الخبيثة على الأردن. هل رأيتم بجاحة أعظم وأكبر من هذه..؟ ولكن أين العرب في هذه البلدان المبتلاة بهذا الداء الصفوي..؟ أين نحن العرب سنة وشيعة في العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن..؟ كيف نقبل بهذه العبودية..؟
* أمّا (عليهم)؛ فهي شهادات تاريخية تترى عبر عقود وإلى اليوم؛ من مفكرين ومعتدلين إيرانيين كُثر، منهم من اغتيل، ومنهم من نجا واغترب واحتمى بحمى دول أميركية وأوروبية، من تلك التي يصنفها حكام طهران بين شيطان أصغر وشيطان أكبر..!
* تتذكرون ولا بد؛ المفكر الإيراني الشيعي علي شَريعَتي، الحائز على شهادتي دكتوراه في تاريخ الإسلام وعلم الاجتماع، الذي وُجد مقتولًا في شقته بلندن سنة 1977م، قبل الثورة الخمينية بسنتين عن 43 عامًا.
* من أقوال وطروحات هذا الفيلسوف المغضوب عليه في بلده قوله: (بدلًا من الانشغال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحترام مبدأ الجماعة، عكفت الصفوية على إيجاد منهج انعزالي صوفي، يميل إلى تجاهل الواقع، والغياب عن مسرح الأحداث؛ بنحو ينهمك فيه كل إنسان بمشاكله وهمومه الذاتية، وتكون رسالته في الحياة؛ هي العمل على إنقاذ نفسه من سجن الدنيا، والفرار بها من جهنم الحياة، ولا ريب في أن هذه الحالة؛ تعد حالة مثالية لمثلث التحكم بالناس، والمؤلفة اضلاعه الثلاثة؛ من: الاستبداد، والاستثمار والاستحمار).
* ثم يقول: (إن الإسلام؛ هو دين التوعية والعقل والمسئولية، وله ابعاد وجوانب اجتماعية واقتصادية، ونظرة واقعية معاصرة للأمور، ومن ثم؛ فهو يدعو إلى العزة والشرف والاقتدار، والمركزية السياسية، ويعترف بشخصية الإنسان وحقّه في العيش الكريم والحرية الفكرية، وتحمّل الوظائف الاجتماعية اللائقة به كموجود اجتماعي).
* في موقف آخر يتساءل: (كيف استطاعت الصفوية أن تنتج تشيعًا يشبه التشيع في كل شيء؛ وليس فيه منه شيء..؟! إن اكسير الاستحمار الصفوي المشؤوم؛ استطاع أن يصنع من الدم ترياقًا، ومن ثقافة الاستشهاد؛ ترنيمة نوم..! إن توظيف المشاعر والشعائر الخاصة بالشيعة؛ واستثمار الحالة الوطنية، والأعراف القومية الإيرانية؛ أسهما معًا في عزل إيران عزلًا تامًا عن جسد الأمة الإسلامية الكبير).
* ثم نأتي الآن إلى البعض من أقوال وطروحات فيلسوف ومفكر إيراني آخر مغضوب عليه في بلده، ويتدير ألمانيا، هو (محمد طاهر). هنا كلام واقعي ليت كل عربي مخدوع من إيران أو مأجور لها؛ يتدبره بشكل جيد، ليرى ماذا فُعِل به..؟ وماذا يفعل هو ضد أهله وشعبه ووطنه..؟
* مما قال الإيراني محمد طاهر: (للّه ثم للتاريخ: إن كنت أفغانيًا؛.. فإيران هي من أدخلت الأمريكان إلى كابول..! أو كنت عراقيًا؛ فإيران من ذبح أبناء السنة هناك، وساعد الاحتلال الأمريكي..! وإن كنت سوريًا؛ فإيران من دعم النظام الدموي، فقتل وقتلوا مئات الآلاف من السوريين..! أو كنت لبنانيًا؛ فإيران من قوّض حكومتك، وشكل مليشيات مسلحة، وأسماها حزب اللات؛ لتنخر عظام دولتك..!! وإن كنت يمنيًا؛ فإيران هي من دمّر بلدك عن بكرة أبيه، ودعم الانقلاب الغاشم، وهي التي سلّحت جماعة الحوثي الإرهابية..!!).
* ثم يقول محمد طاهر: (إن كنت ضد الشرك؛ فإيران قد شرعنته، واتخذت من قبور ومراقد أوليائها معابد. وإن كنت ضد السرقة، وأكل أموال الناس بالباطل؛ فإيران قد شرعنت سلب أموال الناس تحت يافطة الخُمس..!! وإن كنت ضد الزنى؛ فإيران تروج له وتدعو إليه تحت مسمى زواج المتعة..!! وإن كنت تحب النبي- صلى الله عليه وسلم- فإيران قد أباحت عرض الرسول، وطعنت في أزواجه أمهات المؤمنين..!!).
* يضيف محمد طاهر: (إن كنت من محبي صحابة الرسول- صلى الله عليه وسلم- فإيران قد سلختهم سبًا وقذفًا ولعنًا..!! وإن كنت من محبي سنة النبي الكريم؛ فإيران أنكرت السنة بالكامل..!! وإن كنت تكره الموبقات مثل النفاق والكذب والغدر ونقض العهود؛ فإيران تتعبد بارتكاب الموبقات تحت ذريعة التقية..!!).
* ثم نختم بهذه الجزئية مما قال به ونشره المفكر الإيراني المعارض محمد طاهر: (إن كنت من الذين يحبون كتاب الله ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار؛ فإيران تشكك في كتاب الله عز وجل..!! وإن كنت مجاورًا لإيران؛ فتأكد أنها تتآمر عليك..!! الفرس لا دين لهم ولا عهد ولا ذمة ولا أخلاق..!! إنهم الضلالة والخبث، صناع الفتنة، والمكائد، جمهورية البغاء والشرك..!! ألا هل بلغت..؟ اللهم فاشهد.. لله ثم للتاريخ).
* إذن.. نحن أمام شهادات تاريخية منهم وعليهم.. من إيرانيين وعن بلدهم وحكومتهم، تفسر لنا الحالة التي تعيشها منطقتنا اليوم مع الصفوية الإيرانية. شهادات تجسد حقائق لمن يعي ويعقل من العرب. فهل هناك من يعي ويعقل..؟
* الحقيقة المهمة في حال العرب مع جمهورية إيران الصفوية؛ أن هناك قوى دولية كبيرة تستخدم إيران، وتلعب بها في المنطقة العربية. إنهم يريدون تمزيق بلداننا العربية بأيدينا، وبسلاح وتدخل إيراني مباشر، وفي الوقت نفسه؛ استنزاف إيران وإضعافها على المدى البعيد، بينما هي تلهث وراء حلم السيطرة والتحكم. أين العقلاء منا ومنهم..؟
* مما يؤثر عن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :(إن المكارم أخلاق مطهرة، فالعقل أولها، والدين ثانيها). هل نتمثل هذه الحكمة؛ إذا كنا فعلًا نحب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه..؟