عبدالمحسن بن علي المطلق
لمن قدّموا لبلادهم ما أبلغها -اليوم- السؤدد، هذه كـ(نوتة) عن (العبادي).. رئيس نادي الطائف الأدبي - رحمه الله - وقد ودّعنا، وذلك في 15 من (جمادى الثانية)، وبعد عمر نحسبه مباركاً، فوق الـ93 بقليل.
وأسطّر المادة متعجّلاً ..مخافة تكرار تثاؤب حال بي عن بالكتابة في (عبد الفتاح أبو مدين المولود في 1925، وقد توفي في مطلع 2019.. عن 94 عامًا، فهو وحسبه أنه معروف كأحد رواد أُدبائنا الكبار، فعدا ما يحفظ له من أنه كان قد أصدر جريدة (الأضواء) وهي أول جريدة تصدر في جدة، فقد رأس النادي الأدبي بجدة ربع قرن، أملي..على السريع، وإلا فقد أعددت بمناسبة رحيلة (مسودة) عنه، لكن انشغالي بتلك الفترة، ومن ثم لا أدري أين وضعت تلك المسودّة.. ما جعل تثاؤبي عن إخراجها يزداد.. بخاصة وقد انضوت المناسبة، وبالتالي بردت عن نشرها.
لكن حسبي ادعو له من صميم القلب -رحمه الله- وأستاذنا العبادي وأمثال قامتهما. وهنا تذكرت حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاء»، ألا فرحم الله شيخي الأدب بعصر كان غنيًّا بحضورهما..
كانت الأندية يومئذ تمشي الهوينا، فآزر أمثالهما ذاك التراخي حتى اشتدّ منها العود، فازدان المجتمع بعطائها، درجة أن تلك الأندية.. وفي عهد قريب رافدًا جليل التأثير، بل إنها بتلك الحقبة لا سواها صدّاح فكأنها تقسّم على المنتمين لها بخاصة بقدر مميز ما كاد يبلغ بهم أفقًا، وربما دنى بهم إلى قامة الأمة..من بهوها
كيف.. وقد تخللها أساتذة قادوا الدفّة ليس فقط إلى بر الأمان، بل أنهم جاسوا بها، حتى ولّدت (الصالونات الأدبية) التي لا شك ترعرعت في أتونها، مع ما طال وجهها شيء من الترف، ويدلل على هذا أنه كم كان القوم يحفون إلى تلك المنتديات، مثلما يحتفون بمن يكون بهجة المحفل، أو أكثر. فالأنديبة الأدبية أدت رسالة وثيرة ومثيرة، لأن من كان على هرمها محبون بل عشاق للأدب، فهم من قبل منتمون للإبداع..
الأستاذ العبادي كان من ذاك اللفيف الذي أبلغها، فقد آثر هو وزمرته العمل بصمت..
أو (بالأصح) كان عملهم وحدة يتحدّث
ولقد تحدّث وأثرى بنا، للدرجة التي ظننا أن كل الناس أدباء، ولا غرو!
فمدرستهم جعلت منطق روادها هزجاً/
ومن كنت بحرًا له يا علي
لم يلقط الدرٍّ إلا كبارا
كذا انت ايها الراحل..
مكالمة وحيدة (فريدة) تمت لي مع قامته، فوالله أحسست من وفير تراحيبه كأني ببيته، فكيف لو لبيت (إلحاحه) أن أزور النادي.. مع أني وعدته ولكن .. هو موعدي الذي آليت على همّتي إن ذهبت أتمم بها المسير إلى نادي جدة (.. أيام أستاذنا المربي أبو مدين).
.. نحن لا نرثي شخصهما، بل عطاء أسدى.. حتى ارتوى من يشرب، وأحدّث هنا (عن نفسي) على الأقل.
رحمك الله ياالحبيب اللطيف العذب الكلمات .. والأثير لديّ
بطاقة..
اليوم «الويكيديا» لم تجعل فرصة الاستفراد بمعلومة، فضلاً أن يحفل المتلقي بها (.. ومثل ما يقال أمام أي سؤال تعجيزي أن لا تتكئ على» قوقل»، أو كما يداعب البعض بشرط أن لا تستعن بالعم قوقل)!
لكن كمعلومات أحسب وقد أمسى لزامًا على كلماتي الإملاء، فهي من سوف تتبختر/
الفقيد «علي حسن عبد الله العبادي»
(1931 - 18 يناير 2022)، أديب وشاعر وتربوي سعودي، يُعدُّ أحد مؤسسي نادي الطائف الأدبي، كما وتولى رئاسة النادي لأكثر من ثلاثين عامًا.
وله
* نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب.
* المحفوظات والأناشيد لبعض السنوات الدراسية.
* ما هكذا يكتب الشعر (جزءان). استدراكات وتصويبات لغوية وعروضيَّة في بعض قصائد الشعراء.
أما المرؤوس»نادي الطائف الأدبي».. هو إحدى الأندية الست.. بالإضافة لهذا النادي (.. نادي الرياض الأدبي ونادي جدة الأدبي ونادي مكة الأدبي ونادي المدينة الأدبي ونادي جازان الأدبي)، والتي تشكلت عقب اجتماع تم في العام 1395هـ الموافق 1975، وبعد حوار دار بين فيصل بن فهد وطائفة من الأدباء السعوديين آنذاك.
.. ترك الراحل «عطاءات» بخاصة الأوّل/
- ما هكذا يكتب الشعر (جزءان). استدراكات وتصويبات لغوية وعروضيَّة في بعض قصائد الشعراء.
- نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب.
- المحفوظات والأناشيد لبعض السنوات الدراسية.