علي الصحن
النقد وتقييم العمل أمر مطلوب ومهم، ويسهم في التطوير وتجاوز السلبيات، بشرط أن يقدم آراء صحيحة ومنطقية وخالية من التجريح والإساءة والشخصنة، وأن يكون هدفه الصالح العام بعيداً عن تصيد الأخطاء وتضخيمها، وتجاوز الإيجابيات أو التقليل من شأنها، أو توجيه الاتهامات بلا دليل ولا حجة، وبعيداً عن المنطق.
والنقد هنا نوعان؛ نقد بناء ونقد هدام، والنقد البناء سيكون له قيمته عندما يقوم على أسس ومعايير واضحة، وعندما يتم التعامل مع بطريقة مناسبة، ويأخذه المعنيون بجدية، والمشكلة في النقد أن هناك من يرفضه ويعتقد أنه إساءة له ولعمله، حتى لو كان الخطأ الذي طاله مشرط النقد أوضح من الشمس في رابعة النهار، والشخص هنا يريد أن يكون الثناء والإشادة هما ديدن الآخرين معه على طول الطريق، والغريب أن تجد من يتطوع للوقوف معه، ويدافع عنه ويقلل من شأن كل رأي يُقال بحقه، وهذا أمر سلبي وغير صحي ويناقض أصول الإدارة والنقد وطبيعة العمل اليومي.
للنقد أهميته التي لا يمكن أن يغفل عنها متبصر ومدرك، فهو يساعد في إيضاح الأخطاء وتجاوزها قبل أن تكبر ويزيد ضررها، كما أن النقد وسيلة تواصل، تجعل الناقد يقدم رأيه بحيادية وإيجابية، دون إساءة فهم، ويفتح نوافذ كافية لحوار عملي وصحي، ومن المعلوم أن طبيعة النفس البشرية تميل في الغالب إلى من يشيد بها وبعملها، وتأنف ممن ينتقدها وينتقد عملها، لكن هذا لا يعني أن الجميع كذلك، بل هناك من يرحب بالنقد ويفتح الأبواب قبل الآذان لاستماعه، ويجعله مرآة عمله، ومقياساً لأدائه وعطائه، وقد جاء في الأثر أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي».
المجال الرياضي شأنه شأن كل مجال، لا يخلو من ناقد ومنقود، عندما ينجح المسؤول أو اللاعب أو المدرب سيجد من يصفق له، ويثني على عمله، وعندما يخفق سيجد من يناقش أسباب أخطائه، ويتحدث عن فشله، ويبحث عن الحلول التي يراها مناسبة من وجهة نظره لعلاج المشكلة، ويحدث هذا وسط احترام تام للآخر، وعمله، والطريقة التي يدير بها منظومته، وهنا دعك ممن يهاجم ويسفّه ويقلل باسم النقد، فهذا في النهاية لا قيمة لرأيه، حتى وإن صفق له كثيرون في البداية.
يقول كلارك: «النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره». ويقول هوبارد: «لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئاً، ولا تقل شيئاً، ولا تكن شيئاً». وهذا ما يجب أن يدركه الناقد والمنقود، وما يجب أن يدركه أيضاً من يعتقد أن رئيس النادي أو الإداري أو اللاعب يجب أن يكونوا بعيدين عن النقد، وأن كل ما يفعلونه صحيح، وأن من ينتقدهم حاسد أو حاقد، ففي النهاية يظل النقد ظاهرة صحية، وهي أسلوب مهم من أساليب التطوير وعلاج الأخطاء، ومن يثق بنفسه لن يتأثر بأي نقد ولن تهزه أي كلمة، بل سيأخذ منها ما يساعده ويتجاهل ما يراه غير ذلك.
* * *
- خسارة أولى للأخضر في التصفيات الآسيوية، وتأجيل بلوغ المونديال، ورغم ذلك، فالأمر ما زال بيد منتخبنا، وهو قادر -بإذن الله- على تجاوز مباراتي الصين وأستراليا، وإعلان الوصول السادس إلى نهائيات كأس العالم.
- إدارة الهلال قدمت عملاً رائعاً في التعاقدات المحلية، ويبقى الحكم مبكراً بشأن التعاقدات الأجنبية، والأهم أن يغير مدرب الفريق من قناعاته وطريقته، حتى لا تذهب كل هذه الجهود الإدارية سدى.