محمد بن عبدالله آل شملان
يتذكَّر أبناء المملكة الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن -رحمه الله- يتذكرونه كل يوم، ولا ينسونه يوماً، لكن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- أن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية ويُسمى «يوم التأسيس» فرصة عظيمة للتعبير، أكثر وأعمق، عن المشاعر والأحاسيس الغامرة لدى السعوديين، تجاه القائد المحوري الذي شكَّل الفرق، ووجه بوصلة الحكم لآل سعود، وهي على مفترق طرق، والظروف متنازعة إلى جهة التطور والتوحيد والرؤية.
ليست مناسبة يوم التأسيس وحدها، فأبناء المملكة لا يحتاجون إلى مناسبة للاحتفاء، من باب الوفاء والعرفان، للإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن - رحمه الله -، لكن المناسبة نافذة يمكن الرؤية من ناحيتها إلى التجربة، نحو المزيد من الفخر والاعتزاز الواجبين، فما حققه الإمام محمد بن سعود يندرج يقيناً هو في الإعجاز أكثر منه بمراحل في الإنجاز، وما حصل في وطن آل سعود لا يمكن أن يصدّق، في اتجاه ما تحقق خلال أكثر من ثلاثمائة عام، في إطار الغاية الأساسية للإنسان في إعمار الأرض خصوصاً.
وليس يوم التأسيس إلا برهان زمن «الإمام محمد بن سعود»، وهو الزمن الأروع الذي يمتد في الماضي والحاضر والمستقبل، الزمن الاستثنائي الذي لا يتكرر، ولا يمكن أن يشبهه أي زمن آخر، ومحور الكلام هنا صعوبة الحديث عن الإمام محمد بن سعود، وهي صعوبة لا تماثلها إلا سهولة الحديث عنه، ما يجعل درجة الصعوبة أضعافاً مضاعفة.
الإمام محمد بن سعود ليس في ماضي التاريخ السعودي، فهو بالنسبة إلى الحاضر حاضر، وبالنسبة للمستقبل ماض وحاضر وقادم قدوماً، ويوم التأسيس في 22 فبراير، هي مناسبة من التقدير والعمل، ومن وفاء شعب هذا الوطن العظيم للرجل العظيم، هو على مدار الزمن عنوان الأمل العظيم.
نتذكرك يا «محمد بن سعود» كل يوم، ونراك في الوطن ونهضة الوطن، في بهجة وحبور الأمهات وهن يطرّزن قمصان الأحفاد خيوط العزة وخيوط الكرامة، وفي تشبث الآباء على تخطّي المستحيل.
نراك يا «محمد بن سعود» في وجه المملكة، وفي عمر المملكة، وفي روح مملكة هي جسد الروح وروح الجسد، التي ما زالت منذ عام 1727م وحتى الآن مستمرة في حمل مشاعل الخير والعطاء والتقدم، لتتوِّج حلمها بحلم جديد حدوده «عنان السماء» تحت مسار الرؤية السعودية 2030، ليرتفع اسم المملكة العربية السعودية، وتأخذ مكانها بين الكواكب والنجوم.