عوض مانع القحطاني - «الجزيرة»:
يستمع المعتمرون والقاصدون للمسجد الحرام لأصوات أئمة الحرمين أثناء تلاوتهم سور وآيات من القرآن الكريم خلال الصلوات الجهرية؛ والتي تضيف روحانية عظيمة؛ وسكينة وخشوعاً وهم أمام مكبرات الصوت التي تعد جزءاً بسيطاً من أضخم الأنظمة الصوتية الدقيقة في العالم في المسجد الحرام لما تمتلكها من مقومات الكفاءة التشغيلية العالية والجودة الفنية والتقنية الشاملة من حيث هيكلتها وتنظيمها وصفرية الخطأ كون هذا العمل الإبداعي الفني الدقيق مرتبطاً بأنظمة أساسية احتياطية إلى جانب نظام الطوارئ الذي وفرته حكومة المملكة خدمة للطائفين والمعتمرين والمصلين في المسجد الحرام.
«الجزيرة» رصدت تفاصيل النظام الصوتي في المسجد الحرام المبرمج تقنياً بشكل متكامل، ويعمل من خلال لواقط صوتية متطورة تتناسب مع احتياج المكان؛ حيث ينتقل عبر أجهزة حديثة تتم إدارتها بواسطة قيادات سعودية متخصصة ومدربة على تشغيل غرفة التحكم على أعلى مستوى، لتنتقل الإشارة الصوتية عبر تلك المنظومة لتصل للمتلقين من قاصدي البيت الحرام في وضوح وعذوبة وجمالية تخشع لها القلوب.
وعندما ينصت المصلون بخشوع وسكينة لأئمة خطبة الجمعة وهم يتحدثون من وراء مكبرات الصوت؛ مستمتعين بجمالية الخطبة وروحانيتها؛ فإن وراء ذلك؛ فريق سعودي فني متكامل يتابع ويشغل ويرصد، ليس فقط كل لحظات الخطب، بل التلاوة بطريقة فنية متقدمة؛ تستخدم فيها أحدث أنواع التقنية في النظام الصوتي لكي يصل صوت الخطبة لكافة أصقاع الأرض في قصة نجاح عالمية كونها تعتبر من أكبر أنظمة المكبرات الصوتية تدار من قبل كفاءات سعودية شابة.
وقبل أن يصل صوت الإمام أو الخطيب للمصلين فإن هناك خارطة تقنية وفنية مرتبطة مع بعضها البعض تتمحور في نظام فني صوتي دقيق يضم تحليلاً لأصوات تقني لجميع الأئمة والخطباء والمؤذنين وفق أحدث الأجهزة الصوتية المتطورة وذلك في إطار رئاسة الحرمين أن يتمكن القاصدون الاستماع للصلاة والنقل الحي المباشر لخطبة وصلاة الجمعة.
وأكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس أن إطلاق الأنظمة الحديثة في الحرمين الشريفين يأتي تعزيزاً لدور التقنية الذكية الفاعلة في تجويد منظومة الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام وفق أحدث المعايير العالمية إلى جانب التوظيف الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات من خلال التحول الرقمي. وتابع قائلاً: «إن صناعة كوادر سعودية تقنية مميزة ومؤهلة لتلبية متطلبات التقنية الحديثة خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما وفق تطلعات القيادة الحكيمة ومواكبة للرؤية السعودية 2030 مشيراً إلى أن النظام الصوتي في المسجد الحرام يقوده شباب سعودي مؤهل في التقانة والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي بهدف تجويد مخرجات الأعمال بما يتناسب مع خطة الانطلاقة المستقبلية والتحولات الرقمية.
ويخضع النظام الصوتي في المسجد الحرام لخطط فنية مدروسة ومنظمة ويتم التحكم بها من غرفة التشغيل بالإضافة إلى تمكن المهندسين والفنيين السعوديين داخل منطقة التشغيل من التحكم في مستوى الصوت في كل منطقة على حدة لضمان جودة الصوت داخل أروقة المسجد الحرام ويمكن معرفة نسبة الصوت في كل منطقة ومعالجته بواسطة جهاز قياس نسبة الصوت حفاظاً على مستواه.
كما تحظى منطقة المكبرية في النظام الصوتي بأهمية كبرى، حيث يتخذ الفريق الفني السعودي منها غرفة عمليات صغيرة؛ لبرمجة ووزن الصوت حيث يوجد الإمام تحت المكبرية والمؤذن فيها. ويمكن الانتقال من النظام الأساسي إلى النظام الاحتياطي بضغط زر التبديل وجميع المناطق لها زر خاص لكي يتم التبديل بين الأساسي والاحتياطي بنفس الميكروفونات والسماعات والجودة. وليس هناك رايان أن المايكات تعتبر الذراع الرئيسية لمكبرات الصوت وللنظام الصوتي، حيث يتم التشغيل التجريبي قبل الصلاة لضمان سلامة النظام الصوتي والتأكد من أن المايكات تعمل بشكل سليم قبل كل أذان وصلاة وخطبة ويتم اختبارها قبل الأذان تقريباً بنصف ساعة من قبل المهندس المختص لكل ميكروفون على حدة في جميع الأنظمة الثلاثة، حيث يوجد فنيان للتشغيل ومهندس للإشراف داخل حجرة التشغيل وفني واحد في المكبرية عند المؤذنين ليتم التواصل معه لمعرفة اسم المؤذن حتى يتم إدخال اسمه بمنظومة التشغيل على المكسر، حيث لكل مؤذن وإمام ضبط خاص به نظراً لاختلاف طبقات الصوت بين الأئمة والمؤذنين.
وأوضح وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق المهندس سلطان القرشي لـ»الجزيرة» أنه يتم تغطية النظام الصوتي بالحرم المكي بتأمين وفعالية عالية لتجنب الأعطال، وذلك عن طريق وجود نظام أساسي واحتياطي واحتياط الاحتياطي؛ وذلك لحساسية قسم الصوت بالمسجد الحرام، وبذلك فإن الأعطال تكاد تكون منعدمة بفضل الله، وفِي حال حدوث عطل في النظام الأساسي فيتم الانتقال إلى النظام الاحتياطي حسب الترتيب المعمول دون أن يتم الشعور به لحين إصلاح النظام الأساسي مرة أخرى، مشيراً إلى أنه يتم توصيل كامل النظام الصوتي بأجهزة UPS من نوع secomoc ذات قدرة عالية؛ لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن الأجهزة لجميع مواقع الصوت. ويوجد عشرات الكوادر السعودية التشغيلية من مهندس مشرف أول ومهندسين مشرفين ومشرفين ومشغلين وفنيين ومساعد فني لتشغيل الأنظمة الصوتية من غرفة التحكم الرئيسة ويتواصل الفريق مع بعضه عن طريق الإنتركوم؛ لضمان عدم انقطاع الصوت قبل الاستعداد لأداء أي شعيرة، وقبل انطلاق الأذان بوقت كافٍ، وتتم متابعة جميع المواقع ورصد مستوى الصوت لمعالجة أي ملاحظة عاجلاً وتهيئة اللواقط، والتأكد من صلاحيتها وربطها بالمكبرية في المسعى موضحاً أن هناك شاشة توضع أمام المؤذن يتم التحكم فيها من المركز الرئيسي في التوسعة الثانية، ويظهر فيها الصلاة التي ستُقام في المسجد الحرام للجنائز مقسمة إلى عدة أقسام. وكشف القرشي أن شبكة الصوتيات بالمسجد الحرام، أكثر من (8000) سماعة منتشرة بأرجاء المسجد الحرام وأدواره وساحاته وأروقته والشوارع المحيطة بالحرم المكي لنقل صوت الأذان والإمامة وفق نظام صوتي متطور في مواقع متعددة من بيت الله الحرام.
تنقل قرابة 7500 سماعة منتشرة في أرجاء المسجد الحرام وأدواره وساحاته وأروقته والشوارع المحيطة بالحرم المكي صوت الأذان والإمامة وفق نظام متطور في مواقع متعددة من بيت الله الحرام وأنه يتم تغطية النظام الصوتي بالمسجد الحرام بتأمين وفعالية عالية لتجنب الأعطال. فيما تبلغ مضخمات الصوت (امبليفاير) بالإضافة إلى وجود 200، أما مخارج النظام الصوتي الأساسي والاحتياطي فتبلغ 9 أما الإستاند والمايكروفون تبلغ 14أجهزة مازج الصوت (الميكسر) 4 إلى جانب أجهزة التوزيع والمعالجة التي تصل إلى 140 وأجهزة الحاسب والخوادم التي تصل إلى 20 ويبلغ عدد إجمالي المهندسين والفنيين إلى 100. أما في المسعى فتبلغ مكبرات الصوت96 والسماعات 3132 .
وينقل صوت المؤذن والإمام في الصلوات الخمس أكثر من 6 آلاف سماعة، تم تركيبها وفق نظام صوتي متطور في مواقع متعددة من بيت الله الحرام. وأوضح مدير عام التشغيل والصيانة المهندس عامر اللقماني لـ»الجزيرة» أن مهندسي الصيانة قاموا بوضع ميكرفونات احتياطية لمصدر الصوت في حال تعطّل أحدهما يعمل الاحتياطي بشكل تلقائي، ويتم تشغيله من غرفة التحكم الرئيسية أو الفرعية التي يعمل عليها فريق من مهندسي الصوت؛ أما صحن المطاف فيتم عمل توازن للصوت بداخله عن طريق السماعات المحيطة به.
ومن داخل غرف التحكم يزن مهندسو الصوت صوت كل مؤذن على حدة وكذلك أصوات الأئمة، حيث يتم العمل على توازن الصوت بشكل لا يزعج المصلين ويصل لكل أرجاء المسجد الحرام والساحات المحيطة.
ويشترك هذا النظام الصوتي مع أنظمة النقل المباشر للتلفزيونات والمحطات الإعلامية، والذي يتم عبر طريقة خاصة من غرف التحكم ويتم الربط فيها بوحدة الأنظمة الصوتية الرئيسية.