عثمان أبوبكر مالي
عكس ما يحصل في دنيا كرة القدم في العالم كله، شهدت فترة التسجيل الثانية للاعبين المحترفين في الأندية السعودية، وهو ما يعرف بـ (الميركاتو الشتوي) تحركا واسعا وعلى نطاق عريض، من كل الأندية الـ16 المشاركة في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، باستثناء ناديين فقط (منعا من التسجيل لعدم حصولهما على شهادة الكفاءة المالية).
ضربت الأندية أطناب الأرض، وهي تستقطب اللاعبين المحترفين، من كل شق وطرف ومن كل جنس ولون وداخليا وخارجيا، رغم أن (الفترة قصيرة) ومحددة بـ30 يوما فقط.
بلغ عدد العقود التي تم إبرامها أكثر من 50 عقدا ـ وصلت مبالغها إلى ما يزيد على مائة مليون ريال، ما بين انتقالات وشراء عقود جديدة وانتقالات حرة، إضافة إلى الإعارات المختلفة محليا وخارجيا، وليس مرصودا على وجه الدقة المبلغ (المقدر) لصفقات الصيف حتى الآن، لكنها تزيد على مائة مليون ريال تقريبا، وهذا مبلغ (تقديري) سواء العقود الجديدة، أو ما دفعته بعض الأندية للاعبين غادروها بالتراضي وتوقيع مخالصات (تسوية)، كثير منها أرقامها غير معروفة وغير معلنة.
تكشف الانتقالات الواسعة (في الفترة الشتوية) مقدار الخلل الكبير الذي تعيشه أندية دوري المحترفين السعودي، وغياب العمل الممنهج والاستراتيجية السليمة، في معظم هذه الأندية ففي حين أن الميركاتو الشتوي هو عادة يخصص من أجل (ترميم) العمل الفني الذي يعيشه وبدأه الفريق في فترة الإعداد وبرنامج الصيف من اجل الموسم الطويل، باستكمال نقص لم يتم أثناء الموسم، أو خلل ظهر خلال المباريات، أو تغيير لعنصر لم يتمكن من التأقلم أو لاعب تعرض لإصابة تبعده أو تغيبه لوقت طويل أو حتى عقود انتهت للاعبين سابقين، أو ما شابه ذلك من احتياجات الفرق (وهذا في كل العالم) بينما جاء الميركاتو الشتوي هذا العام في (دورينا) وكأنه بداية (معسكر إعداد) بالأسماء والأعداد التي تم استقطابها، والتي وصلت إلى ثمانية لاعبين في أكثر من ناد.
بالطبع العدد الكبير من الاستقطابات في بعض الأندية، لا بد وأن يصاحبه الاستغناء والتخلي عن عدد مماثل من معظم الأندية، وبالتالي تحولت الفترة إلى ميركاتو فوضوي على طريقة (سمك لبن تمر هندي) وهذا سنراه حتما مع استئناف المباريات وغالبا ستكون الاستفادة الحقيقية للفرق التي لم تستقطب ولم تغير كثيرا، بالنسبة للاعب الأجنبي، بل إن بعض الأسماء الأجنبية قد تنهي الموسم دون أن تقدم المستوى الحقيقي لها والأداء المطلوب منها، لظروف اللعب والانسجام والتأقلم، وستغادر غير مأسوف عليها، وتذكروا كلامي، ذلك بطبيعة الحال لا ينطبق كثيرا على الأسماء المحلية، فقد يكون نجاحها أضمن وأقرب، والأسباب معروفة.
كلام مشفر
« بعض الفرق ستستأنف مبارياتها بعد الشتوية بفريق جديد في أكثره، مثل فريق الحزم الذي استقطب تسعة لاعبين (دفعة واحدة) ما بين أجانب ومحليين، وهو يتذيل قائمة الترتيب، يليه فريق الطائي الذي استقطب ثمانية لاعبين، وهو يحتل المركز الثامن، ثم يأتي فريق التعاون الذي أحضر ستة لاعبين وهو في المركز الـ13، ثم الفيحاء الذي أحضر خمسة لاعبين، وهو في المركز السادس.
« وفيما تعاقدت بقية أندية الوسط (الأهلي وأبها والفيصلي والفتح) مع أربعة لاعبين تعاقد نادي الاتحاد مع ثلاثة لاعبين وكذلك الشباب، واكتفى الاتفاق بلاعبين فقط، وكذلك ضمك ولم يحضر النصر سوى لاعب واحد فقط.
« حُرم فريقا الباطن الذي يحتل المركز الـ14 (مركز هبوط) وفريق الرائد (الثامن) من استقطابات الفترة لعدم حصولهما على شهادة (الكفاءة المالية) وهو أمر مؤسف جدا، فالفريقان أحوج ما يكونان للتغيير ودعم صفوفهما خاصة الأول.
« الهلال يأتي أولا بين الفرق الكبيرة في استقطابات الشتاء، بدءا من حراسة المرمى مرورا بالوسط والهجوم ودكة البدلاء، ووصلت تعاقداته إلى ستة لاعبين جميعهم من فئة (سوبر ستار) وتعد صفقاته أكبر مفاجآت ميركاتو الشتاء، من حيث الأسماء والنوعية في نفس الوقت، سواء بصفقاته المحلية الأربعة أو صفقتيه الأجنبيتين المدويتين.
« يخطئ من يعتقد أن صفقات الهلال الستة يستهدف بها بطولة العالم للأندية التي سيشارك فيها يوم الأحد المقبل، صحيح أنه سيذهب إليها قويا متكامل الصفوف، لكن الأكيد أكثر من ـ وجهة نظري ـ أنه ينظر إلى بعيد، ويخطط من أجل (السيطرة) على البطولات جميعها في المواسم المقبلة بطريقة (يكوش على جميع المسابقات)!