إبراهيم بن سعد الماجد
اختتم مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الثالث والأربعين الذي نظمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة، بعنوان: (الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي) الذي واستمر لمدة يومين، وشارك فيه عدد من العلماء والمفكرين لثلاثين دولة.
المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية لها جهود بارزة منذ عشرات السنين، ولحضورها أهميته لدى الجاليات الإسلامية في الغرب، فضلاً عن العالم الإسلامي، وذلك لكون ما تقدمه من دعم مادي وعلمي وثقافي ينبع من رسالتها ومسؤوليتها التي تتشرف بها، كونها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وهو تكريم من المولى سبحانه وتعالى، فلا يوجد شرف أعظم من شرف خدمة الحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن، ولذا فإن قادتها يتشرفون بإضافة لقب خادم الحرمين الشريفين كأعظم وأسمى لقب لا يمكن لإنسان على وجه الأرض أن يظفر به.
في عام 1991م شاركت في مؤتمر مستقبل الإسلام في القارة الإفريقية بجمهورية نيجيريا، وقد شعرت بعظم دور بلادي وحرص المسلمين على حضورها، مهما كان هذا الحضور، وما ذلك إلا لارتباط أي مسلم بهذه الأرض، وثقته بقيادتها، وأن أي تمثيل إسلامي لا يمكن أن يغني عن المملكة، فهي كالقلب في الجسد.
إن مسؤولية وزارة الإسلامية خارجيًا مسؤولية عظيمة وشاقة، كونها تحتاج إلى دراية كاملة بكل تفاصيل هذه المجتمعات، فما يتناسب مع مجتمع معين ليس بالشرط يتناسب مع مجتمع آخر، فالمسألة دقيقة وحساسة، ورسالة الدعوة إلى الله عظيمة.
نعود لمؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية، فقد صدر عنه بيان جاء فيه:
نوه البيان الختامي للمؤتمر بما تم عقده من جلسات نوقش فيها 34 بحثا وورقة عمل على خمسة محاور شملت محور مفهوم الوقف وأنواعه وشروطه، مجالات الوقف وأهدافه وأهميته بالنسبة للأقليات المسلمة، الوقف من منظور قانوني، نماذج تاريخية ومعاصرة من الوقف، أسباب ضعف الوقف في العصر الحاضر وسبل تفعيله لدى الأقليات المسلمة.
وأوصى المؤتمر -في ختام بيانه- بأهمية التعريف بمفهوم الوقف الواسع، وإبراز أهميته في بناء تاريخ حضاري للمسلمين، وحاجة الجاليات المسلمة إليه، ونشر ثقافة الوقف من خلال الوسائل المتاحة مع التركيز على وسائل الاتصال الحديثة، وكذلك نشر العلم بمقاصد الوقف الأخروية، وأنه من الصدقة الجارية التي لا تنقطع بموت الإنسان.. ونشره بمقاصد الوقف الدنيوية وأنه يلبي حاجات المجتمعات الضرورية والحاجية كالمساجد والجامعات والمستشفيات، وتعليم الأحكام الشرعية الخاصة بالوقف في الجامعات والمعاهد الإسلامية.
كما أوصى بعقد ورش عمل وجلسات تركيز للقائمين على الوقف وأمنائه حول تطوير الأداء وتحسين الإدارة وتطوير اللوائح الداخلية لتتماشى مع معايير الأداء الناجح.. وعقد شراكات بين إدارات الأوقاف وصناديق الزكاة لدفع عجلة الوقف إلى الإمام، وشجب واستنكار الاعتداءات المتكررة على مكة المكرمة حاضنة قبلة المسلمين وأراضي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمدنيين فيهما من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من دولة إيران ومطالبة المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته تجاهها.
لعل المتمعن في البيان يلحظ أن توصياته تتناغم مع الحاجات الملحة للمجتمعات المسلمة كالتعليم والطب.
كل ما أتمناه أن يكون هناك متابعة فعلية لهذه التوصيات، ويستفاد من ذلك في كافة المجتمعات المسلمة الأخرى.
شكرًا لوزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في معالي الوزير على حرصها على نجاح مثل هذا المؤتمر.