علي الخزيم
دأب مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض (KKESH) على إسعاد مراجعيه ممن يعانون مُشكلات بالإبصار، والمصابين بالعمى، فلا تستطيع أن تقول إنها إنجازات سنوية أم أنها موسمية؛ فالمتابع لا يُمكنه إكمال التأمل بإنجاز طبي علمي عالمي لهذا الصَّرح الشامخ؛ إلا ويأتيه خبر إنجاز لاحق قد يفوقه تقدماً وإبهاراً، وهي قاعدة باتت تلازم كل مسؤول وطني مُخلص يُتبِع النّجاح بنجاح أفضل بمضمار الإنجازات والتطوير والتحديث، وهذا ما يحدث فعلاً وتطبيقاً بهذه المنارة الطبية العلمية الحضارية السعودية، والمستشفى يستحق هذا الوصف ومرادفاته؛ حيث يَضُم شباباً فائق التعليم والتدريب بما تلقَّوه منذ بداياتهم بالمستشفى حتى تخرُّجهم أطباء متخصصين بشتى جوانب وفروع طب وجراحة العيون، شباب - وفقهم الله - لا تملك إلا أن تقف لهم احتراماً تقديراً لجهودهم وتفانيهم بالعمل، مُخلصين لمهنتهم، مُثمِّنين المسؤولية التي يعملون بإطارها، مُقدِّرين لعطاء الوطن وسخائه من البدايات إلى تَحَقُّق الغايات بالنجاح والفلاح، ليكونوا مثالاً ساطعاً يشاهده فتيان الوطن كقدوة يفتخر بها.
ولا بد أن يمر الحديث عن الإنجازات المُطِردة للمستشفى على ما تحقق مؤخراً من عمل مُشرِّف يرفع رايات (مملكة العزم والحزم والإنسانية) عزيزة فخورة بنجاحات مؤسساتنا الطبية والعلمية وما يحققه شباب الوطن من تقدم مستمر وبإبهار يلفت الأنظار من أقطار الكرة الأرضية! وهذه ليست مبالغة رخيصة؛ إنما هي الحقائق تتحدث عن نفسها وتنشرها المجلات العلمية المتخصصة المُحكَّمة، والمراكز البحثية الطبية الدولية تشهد بهذا وتشيد به كإنجاز للمملكة ويُسجَّل بسِجِل المستشفى ذاته، فقد كرر الفريق الطبي بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون مؤخراً نجاحاته السابقة بإجراء مزيد من العمليات النَّوعية لمرضى كانوا يعانون من الضعف الشديد بالبصر بسبب الاعتلال الوراثي بشبكية العين الناتج -كما يقول علماء المستشفى- عن طفرة في جين (RPE65)، وتم ذلكم باستخدام العلاج بالجينات وحقن عقار Luxturna الذي يُعَدّ من أحدث الطرق العلاجية بالعالم، وهذا ما جعل الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الراجحي الرئيس التنفيذي للمستشفى يُعبِّر باسمه ونيابة عن جميع زملائه والطواقم الطبية بقوله: (نفخر بأن المستشفى يُعَد أول مستشفى خارج أوروبا وأمريكا يستخدم هذا العقار؛ حيث تم علاج أول مريضة بالمملكة بهذا العقار الطبي الحديث عام 2019، وتم هذا بفضل الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- وبمتابعة واهتمام معالي وزير الصحة، وتميُّز فريقنا الطبي المُؤهل بأعلى مستوى عالمي بهذا المجال المتقدم).
وبذلك تُعد المملكة العربية السعودية الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وآسيا التي استخدمت هذا الدواء وبهذا النمط العلاجي المتطور، حيث إن هذا الاكتشاف المتقدم بمثابة نقلة نوعية عالمية بمجال العلاج بالجينات، وحين يتعرَّف المواطن على مثل هذه الإنجازات والنجاحات؛ فإن ما بعد الاعتزاز بها والفخر بتحققها هو إدراك حقيقة الدعم الكريم من لدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -أيَّدهما الله- لكل ما يرفع مستويات جودة الحياة للمواطن والمقيم، فلله الحمد من قبل ومن بعد، ثم الشُّكر لكل مخلص يُنجِز ويُطوِّر.