عثمان بن حمد أباالخيل
الزوجة تحب الكلام اللطيف الجميل المُقنع الذي ينم عن الحب الصادق لا التمثيل، الزوجة تحب تحمّل مسؤوليات البيت ولا تمل من ذلك. الزوجة تُضحي من أجل زوجها وتدافع عنه في المواقف التي تتطلب ذلك. الزوجة تتغاضى عن كبوات زوجها وما أكثرها. الزوجة دائماً هي المبادرة في هدايا المناسبات الأسرية والاجتماعية وهي الدليل والمرشد لزوجها. الزوجة في بعض الحالات مسؤولة عن مصاريف زوجها العاطل عن العمل وما أكثر الباحثين عن زوجة معلمة. الزوجة تبحث في داخل زوجها عن الرومانسية المفقودة عند غالبية الأزواج. أشياء كثيرة وكثيرة تتحلى بها الزوجة وتؤمن بها. مع هذا كله تدافع عن الخط الأحمر الذي وضعته بعلاقاتها مع زوجها؟ كل زوجة تقرر وترسم خطها الأحمر الخاص بها تدافع عنه بقوة وشدة. من تلك الخطوط الحمراء: الإهانة، السخرية، الضّرب المؤلم، التعالي والهجر والتعيير والكرامة. لا يُمكن للزوجة أن تتهاون أو تترك زوجها أن يتجاوز الخط الأحمر. لكنها تتساهل وتتسامح بما دون ذلك فالحياة الزوجية لا تخلو من التناقضات والمنغصات. أكثر ما يُغضب الزوجة حين يلتزم زوجها الصمت حين حديثها معه وهذا يعود إلى افتقار الزوج للحوار وخوفه من أنْ يظهر على حقيقته أو عدم احترامه لزوجته، وكلاهما سيئان.
مهما بلغتِ العلاقة الزوجية بين الزوجين من الحب والتفاهم والاحترام لا تقبل الزوجة المدركة العاقلة أن يتجاوز زوجها الخط الأحمر. لستُ ضد التفاهم والتقارب بين الزوجين لكنني ضد أنْ تتنازل الزوجة وتسمح لزوجها بالتمادي والتطاول وتهميشها في حياته الزوجية. للأسف هناك أزواج سطحيون فوضويون يتجاهلون زوجاتهم، في البيت أسد وخارج البيت أرنب! لماذا هذه الازدواجية في التعامل؟ لماذا لا يحترم الزوج خط زوجته الأحمر؟ هناك أزواج يفهمون معنى القوامة بطريقة مخطئة قال الله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}. قوامة الرجل على الأسرة هي قوامة رعاية وإدارة، وليست قوامة هيمنة وتسلط.
هل صحيح هناك في مجتمعنا من تحتفِل حين طلاقها من زوجها؟ ويكون له ذكرى سنوية في حياتها؟ هل تدرك الزوجة تبعات الطلاق؟ نعم تدرك ذلك.. طفح الكيل، وأغلقت كل الأبواب، وتجاوز زوجها الخط الأحمر في معظم حالاته؛ والطلاق هو السبيل الوحيد للراحة والاستقرار النفسي. وهل الطلاق حرام أم حلال؟ حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق). إن حالات الطلاق في مملكتنا الحبيبة بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة.
أخيراً على الرجل ألا يتجاوز الخط الأحمر الذي رسمته زوجته ويعرفه حق المعرفة فالفتاة لم تتزوج لتهان في بيت زوجها فبيت ولي أمرها أولى بها. هل هناك آذان صاغية ومدركة؟ وهل يدرك الزوج أن الحياة الزوجية السعيدة قائمة على الحب والتفاهم والتسامح؟ كذلك هل يدرك الزوج أن عصر التسلّط والسلطة ولّى بدون رجعة؟