عبده الأسمري
** يملك أصحاب القلوب البيضاء مخزونًا من السعادة وثراء من البهجة يوزعونها ببذخ نحو الآخرين.. يجيدون صناعة «الفرح» ويتقنون صياغة «السرور».. في وجودهم يحضر «التفاؤل « كصيب نافع يروي جدب «الأنفس» المتعبة وفي غيابهم يستحضر «التساؤل» كنصيب مفروض ينشد حضور الأرواح النقية.
** ينبثق «الفجر» ليعلن «الفرج» بنداء رباني وسخاء إلهي فتنقشع «غمة» الظلام وتنجلي «عتمة» الليل ليأتي «الدرس» واضح الفصول في «نهارات» تنتظر إكمال «فراغاتها» بمنافع تؤصل «الحسنى» وفوائد تؤسس «الفضائل» لذا فإن الحاصدين لثمار «النهار» هم المتوجون بتكريم «الزمن» والمكرمون بتتويج « الذكرى»..
** في الكتابة مهمة «نافعة» لتوطيد العلاقة بين النفس والتنفيس وهمة «شافعة» لتأصيل الثقافة بين الموهبة والهبة فتتشكل النتائج في «نفائس» الإبداع الذي يبدأ في حدود المحاولة ثم يرتقي إلى خطوط «التجربة» ثم ينتهي في مضامين «الإنتاج»..
** في نفع الناس دواء ناجع لكل «آلام» الحياة وشفاء عاجل من كل «صدمات» الزمن فمن هذا الفعل تسمو الأخلاق لتكون «عنواناً» لسمات الإنسان ويرتقي «النبل» ليبقى ميداناً لأفعال النفس.. فيظل هذا العمل «ضميراً» متصلاً مرفوعاً بالهمة مهيمناً وحاضراً في كل جمل الذات الفعلية ويبقى مبتدأً للمعروف وخبراً للعرفان.
** يدخل بعض البشر في «ذمم» الآخرين ويتدخل في «نوايا» الغير باستباق «ذاتي» وانبثاق «شخصي» بعيداً عن تقصي الحقائق واستقصاء الوقائع لذا فإن من حسن إسلام «المرء» تركه ما لا يعنيه فإذا لم يتقيد الإنسان بهذا التوجيه النبوي فقد وقع في «متاهات» الذنب وسقط في «منحدرات» السوء..
** الكل راحلون والجميع مغادرون.. الرحلة بلا موعد والمتاع رداء أبيض بلا وثائق رسمية ولا مستندات خاصة ولا أوراق ثبوتية فالعودة إلى الأصل والمرسى الأول والمثوى الأخير هي «النهاية» ولكن الإرث الحقيقي ما يتركه الإنسان بين المنتظرين في ساحات «المغادرة» وما يبقيه المسلم بين المتذكرين في مساحات «الحياة» لذا فإن هنالك رصيداً «باقياً» يظل يصرف على الراحل حتى يوم يبعثون ليجد ما تبقى له وما بقي عليه في «موقف» حساب لا مجال فيه للإنابة أو الإعانة سوى «ميزان» العمل..
** مهما تعالت «صيحات» السفهاء وزادت «سوءات» الأغبياء مستغلين «ثلة» من المبتدئين ليكونوا ضحايا «التقليد» ويظلوا «زبانية» التأييد فإن النتائج «الوخيمة» على الفكر والعواقب «المظلمة» على المستقبل كفيلة بالتفريق بين «رقي» يسمو بالمعرفة و»تخلف» ينحدر بالسفه وفي كل ذلك فالإنسان بين مسارين من «الارتقاء» بفكره أو «الانحدار» بطيشه..
** تتعدد المسميات الذاتية الفخمة والفاخرة التي ينسبها البعض إلى أنفسهم دون وجه حق وخارج إطار المنطق.. والجواب الكافي في ذلك أن كل إنسان هو الأعلم بقدراته لذا فإنه يجب احترام الحقوق الفكرية للمسمى ذاته سواء كان حرفة أو وظيفة أو مهنة أو مهمة أو رسالة لأن تسمية الأشخاص بغير مسمياتهم «تزوير» للتعلم و»تزييف» للعلم و»انتحال» للمعرفة.
** عندما تتعاقب «الفصول» الأربعة بطقوسها ومناخاتها واتجاهاتها يظل حديث «البشر» منصباً على التنبؤات مصوباً نحو التكهنات.. وفي مقابل ذلك فان هنالك تقلبات «حياتية» و»تبدلات» اجتماعية تخضع لمقاييس ومؤشرات ما بين «المتوقع» حاضراً و»المؤكد» مستقبلاً تقتضي أن يكون لدى الإنسان احتياطات ذهنية لمواجهة هذا التبدل الحياتي حتى لا يتعرض لمواجع التبدل المستقبلي ومتغيرات التحول القادم.
** في أي مجتمع يوجد «المحتاج» و»الفقير» و»المعتر» و»البائس» وهم بين سطوة «احتياج» اضطراري وغلبة «اجتياح» ضروري.. فما أجمل أن نبحث عنهم وأن نولي «قبلة» مشاعرنا شطر «البؤساء» وأن نوجه «بوصلة» إنسانيتنا نحو «الضعفاء» لأننا بذلك نوظف «الفكر» الإنساني على حقيقته بعيداً عن تدقيق تقني يولد لهم «الإحباط» أو تحقيق شخصي يرسم لديهم «الخذلان» فهم فقط بحاجة إلى «بحث» ذاتي وليس اجتماعياً فالهبات «المفردة» العاجلة أكثر إحساناً من «العطايا» المجتمعة المتأخرة.
** الاعتزاز الحقيقي فيما يصنعه «الإنسان» من «قيم» وما يناله من «مقام» وما يتركه من «قيمة» بالجهد الشخصي والجد الذاتي ويبقى هذا الإنجاز في مجتمع فيهم «المادح» ووسطهم «القادح» وتبقى بين الفئتين «فئة» نزيهة تتحلى بالعدل وتتصف بالإنصاف.
** هنالك إضاءات فكرية في العقل البشري وإمضاءات إنسانية وسط القلب الآدمي ترسم «مشاهد» الابتكار وتؤسس «أصول» الاقتدار في الاعتماد على ماض مستفاد والتركيز على حاضر مفيد والمضي إلى مستقبل سديد.