عمر إبراهيم الرشيد
يدرك من يعمل في وظيفة حكومية أو في قطاع خاص أن الجو النفسي والمكاني للوظيفة هو ما يميز الدائرة أو المنشأة، بموظفيها وإنتاجيتها وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي. كنت في أحد المتاجر الوطنية المعروفة بجودة منتجاتها ومعروضاتها المحلية والمستوردة، وللموضوعية لن أذكر اسمها بالطبع، لكني تأكدت من حقيقة إدارية تميز هذه المنشأة، عبر ترددي على كثير من فروعها وعلى مدى سنوات، بأن بيئة العمل ووضوح حقوق ومهام الموظف هي ما جعلت الروح وحماس الموظف وحسن استقباله لزبائن هذه السلسلة لا يكاد يوجد له مثيل في المملكة والمنطقة بدون مبالغة. وبمناسبة الحديث عن الروح، أسوق هذا المثال، فبرغم تضاعف أعداد المقاهي إلى عشرات الألوف في مدن المملكة، إلا أنه يندر أن يتلقاك نادل أو بائع بابتسامة أو بوجه طلق برغم ارتفاع الأسعار مع قلة الجودة ورداءة المنتج في بعضها وإن كان الديكور فخماً. ولو فتشت عن العاملين تجد منهم ذوي مهن لا تمت للضيافة بصلة، وهذا أول أسباب عبوس الوجه وفقدان اللباقة مع الزبون!.
إن مبدأ التحفيز وإشعار الموظف بأنه شريك لا أجير، هو أول محركات الإنجاز والإبداع لدى الموظف في أي منشأة خدمية أو تجارية، وهذا ينطبق على القطاع الحكومي والخاص، إلى اللقاء.