العقيد م. محمد بن فراج الشهري
أربع سنوات وهذا الجاثوم الحوثي رابض على صدور اليمنيين، قدم خلالها لليمنيين كافة ألوان الخراب، والدمار، والقتل، والنهب، والسلب، وبرهن بكل الوسائل أنه أخطر من إبليس نفسه على اليمن وأهلها.. عاثوا الحوثيين فساداً في كل المناطق التي استولوا عليها، وشردوا ساكنيها دون وازع أو رحمة.. تم خطف المئات، وقتل الآلاف، ودمر اقتصاد البلد وتم نهب ثرواته وكل خيراته.. انتشرت الأمراض، والأوبئة، وفاقت حدود الفقر كل المعدلات العالمية، انتشرت الأوبئة والأمراض في كل حي، وهذا الحوثي الشرير مستمر في بغيه وعدوانه، دون وازع أو رادع، وتُرك له المجال من دول تدَّعي حماية الإنسان وتصون كرامته وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظماتها الفاشلة، إذا كانت المليشيات نجحت في استباحة الخرائط مستفيدة من تصدع بعض الدول، وترك المجال للإمدادات الإيرانية فإن الصواريخ والمسيرات تحاول أن تؤدي في أجواء المنطقة دوراً شبيهاً بأدوار المليشيات على الأرض.. والمتابع لنهج الحوثيين يجد أن تلك الأسلحة التي جمعها علي عبدالله صالح إضافة إلى أن السوق اليمنية كانت مليئة بالأسلحة نتيجة مخلفات الحروب السابقة وكان هناك مخزون من السلاح أخذته القبائل أثناء حرب الانفصال، كما كانت هناك أموال لدى الحوثيين جمعت من تبرعات من عناصر وجهات محلية أو إقليمية، ومن شخصيات متعاطفة معهم، اشتروا بها أسلحة، ونستطيع القول إن دعمهم جاء من أصحاب المشروع الجديد، ما يُسمى الترويج لمذهب جديد هو الأثني عشرية في اليمن، بدلاً من المذهب اليزيدي أو الشافعي، تلقوا التبرعات من أحزاب أو جمعيات في دول المنطقة وفي مقدمتها حزب الشيطان في لبنان واشتروا بها هذه الأسلحة، كما تسربت للحوثيين أسلحة بحراً من إيران والحرس الثوري ومن تجار سلاح وقوى إقليمية أيضاً كانت تساعد الحوثيين للترويج لاجنتدها الخاصة. الأكيد هو أن الترسانة الحوثية اغتنت على مدى السنوات، لكنها ضاعفت آلام اليمن وأخذته إلى خسائر مروّعة والاصطدام بمحيطه الطبيعي، وهذه الترسانة أكبر من قدرة اليمن على الاحتمال، واليمن ليس بحاجة إلى هذه الترسانة التي جمعت للقتل والإرهاب بل يحتاج اليمن إلى تنمية، وفرص عمل، ومدارس، والجامعات، ولا يحتاج إلى إطلاق مليشياته المسيرات الجوية ضد خرائط الآخرين وللعلم فالدور الحوثي ولد مفخخاً وسرعان ما انفجر باليمن محاولاً تصدير النار إلى خرائط الآخرين، والآن وفي هذه الأيام اختلفت الموازيالعسكرية وتم ضرب هذه العصابات في كافة أوكارها، وعلى كافة الجبهات، وتم طردها من 80 % من المناطق التي كانت تسيطر عليها وفقدت خلال معارك الأيام الماضية آلاف القتلى و80 % من عتادها العسكري على كافة الجبهات مما جعل هذه العصابة تخرج عن طورها وتستهدف الأعيان المدنية في المملكة، والأمارات بشكل مفضوح وعشوائي بصواريخ باليستية إيرانية وبخبراء إيرانيين، ودعم من حزب الشيطان وهذه العصابات أصابها الجنون عند الوصول إلى المناطق التي يعتبرونها إستراتيجية بالنسبة لهم، وهي الساحل الغربي، وشبوه، ومأرب، وهو ما يعتبر خط أحمر، لأن خسارتها تعني انتكاسة جسيمة تكلفهم ورقة رابحة ومهمة، وهذا ما سعّر منسوب التوتر لديهم، كما لدى راعيتهم إيران، وظهر ذلك بالغيرة المتشنجة لقائد (حزب الشيطان) حسن نصر الشيطان المكلّف إدارة المعركة، كما بالرسالة التي وجهوها إلى قلب الإمارات، ومقاربة هذا الاعتداء تكمن عبر عدستين: الأولى إيرانية، فبصمة الراعي الإيراني واضحة، لأن الحوثيين لا يجرؤون عليه عملاتياً وسياسياً من دون ضوء أخضر منه وهو يعد تعبيراً حقيقياً عن سياسة طهران المزعزعة للأمن في المنطقة كما هو عن ازدواجية خطابها، وسلوكها، فهي من جهة تخوض مفاوضات نووية مع المجتمع الدلوي وأخرى استكشافية مع المملكة، وتعلن فتح صفحة جديدة مع الإمارات، ومن جهة أخرى تواصل سياستها التوسعية عبر دعم حرسها الثوري الحاكم بأمره للجماعات الخارجية عن الدول لتفكيك الدولة الوطنية في المنطقة، وضرب طوق على جوارها الحيوي، في تجيير واضح المسار الدبلوماسي لصالحه، والعدسة الثانية: أمريكية، لأن هذا الاعتداء هو نتيجة شبه مباشرة لسياسات واشنطن الرمادية في المنطقة، كقرار الرئيس الأمريكي جون بايدن إزالة المليشيات الحوثية عن لوائح الإرهاب، الذي لم يتمخض إلا في تقوية شوكة الحوثيين وإعطائهم مجاناً مشروعية سمحت لهم بمواصلة القتال، والدمار، والهلاك، والخراب في اليمن مع أن كل الدول تطالب بإدراج هذه العصابات على لائحة الإرهاب لكن إدارة بايدن ترى ما لا يراه الآخرون وهو تصرف في غير محله ولا يحقق شيئاً من العدل والإنصاف والسلام، وحقن دماء اليمنيين.. وخلاصة القول وفي ظل المعطيات الحالية، يبدو أن سيناريو التصعيد هو المرجح في اليمن، وليس سيناريو التفاوض لأن هذه العصابات لا تؤمن بالحوار إطلاقاً وأمرها ليس بيدها هي تنفذ ما يصدر إليها من إيران ولا يجدي معها إلا اقوة والقوة وحدها هي التي تفكك طلاسمها وتعيد الشرعية لأصحابها.