صيغة الشمري
يحكى أن إحدى شركات السيارات كادت أن تنهار بسبب تذمر الموظفين فيها وإضرابهم، مطالبين بزيادة رواتبهم الأمر الذي دفع مجلس إدارة الشركة لتغيير الرئيس التنفيذي وجلب رئيس جديد لعل وعسى يخلصهم من مشكلتهم العويصة التي تدفع الشركة إلى الإفلاس يوماً بعد يوم، قام الرئيس الجديد بتوجيه رسالة لكافة الموظفين بأنه سيقوم بحل مشكلة الرواتب في غضون الثلاثة الأشهر القادمة، بعد أسبوع قام بالتعاقد مع أشهر الشركات التي تقدّم دورات مجانية في التدبير المنزلي لزوجات موظفي الشركة فوجدت إقبالاً منقطع النظير وخصوصاً أنها تعتبر شهادة قيمة جداً وقد تفتح باباً لهن لشغل وظائف أخرى، المفاجأة كانت بعد نهاية الثلاثة الأشهر لم يقم أي موظف بالمطالبة بزيادة راتبه وانتهت هذه المشكلة بلمح البصر بسبب أن زوجات الموظفين بعد دورات التدبير المنزلي استطعن وضع ميزانية للبيت تعتمد على الأساسيات والتحدي أنهن يستطعن التوفير من راتب الزوج مهما كان قليلاً، وذلك عبر تعلّم العلم الوحيد أو النوع الوحيد الذي تختص به النساء دون الرجل وهو التدبير المنزلي أو ما يُسمى كذلك بالاقتصاد المنزلي، وهو علم اقتصادي أطلقته سيدتان هما كاثرين بيتشر وإيلين سوالو ريتشارد وبدأ في تدريسه بجامعة ميتشقن عام 1870م وهو يتضمن الغذاء، والتغذية، والصحة؛ والتمويل الشخصي؛ وإدارة الموارد العائلية؛ والنسيج والملابس؛ والمأوى والسكن؛ والاستهلاك وعلم الاقتصاد؛ وإدارة المنزل؛ والتصميم والتكنولوجيا؛ وعلوم الغذاء وإكرام الضيف؛ والتنمية البشرية ودراسات الأسرة؛ والتعليم وخدمة المجتمع، وهو العلم الاقتصادي الذي توازي أهميته أي علم اقتصادي آخر إن لم يكن أهم، حيث إنه يحل الكثير من المشاكل ويسهم بشكل كبير في تأسيس وبناء أسرة سعيدة وبيت متوازن مبني على الواقعية والعقل دون إفراط ولا تفريط، وتحتاجه الأسرة بشكل كبير لأنه علم مهم في حياة الإنسان يحتاجه بشكل يومي ومستمر.