إيمان الدبيّان
يوم النشأة السعودية، يوم الانطلاقة الوطنية، يوم البداية التاريخية، يوم التأسيس حدث فخورة به، وذكرى وطن ورجل ممتنة بعد الله له.
يوم التأسيس هو اليوم الذي تأسست ونشأت وانطلقت فيه الدولة السعودية الأولى من الدرعية على يد الإمام محمد بن سعود في 22 فبراير 1727م إلى يومنا هذا الدولة السعودية الثالثة على يد الموحِّد الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- ثلاث مراحل للدولة لم يفصل بين مرحلة وأخرى سوى بضع سنين لا تتجاوز عدد أصابع يدك أيها المواطن السعودي الذي لا توجد نعمة كبرى بعد نعمة الإسلام سوى نعمة أن الله جعلنا سعوديين.
كثيرًا ما كتبت وتحدثت عن أهمية استشعار حب الوطن وتاريخه، فتاريخ الوطن ليس فقط معلومات تدرس، ولا كتب تؤلّف، وإنما إلى جانب ذلك سماء نرفع إليه هاماتنا، وثرى ننشر للعالم منه إرثنا وتراثنا، ونسطّر معه زمناً تجاوز قروناً فنسجله مع تواريخ ميلادنا، ونحفظ اسم رجاله ملازماً مع أسمائنا، وكل هذا بدأ يتحقق واقعاً مع رجل التاريخ وملك الثقافة والمُطّلِع على الأنساب، وقارئ الكتب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-
أيها المواطن السعودي ماذا بعد ذكرى يوم التأسيس؟! لا نهاية لكلمة بعد، فبعد ذلك كثير وكثير من المثقفين والمربين، من الفنانين والكاتبين، من الأمراء والمسؤولين، وجميع المواطنين العاديين، حَدِّثُونا أيها الآباء الباقون، وثِّقُوا وانشروا أكثر تاريخ أجدادكم أيها الأمراء النبيلون، افخروا بحكامكم وبسعوديتكم وبإنجازاتكم أيها السعوديون.
اصنعوا لنا أفلاماً تاريخية وطنية عالمية؛ لتبقى في ذهن الناشئة وتنشر تاريخنا للدنيا قاطبة، فاليوم نحن ننافس العالم في كل المجالات، ونرقى مع أعرق الدول في سلم المنافسات بفضل من الله ثم بجهود عراب الرؤية والتغيير، وملهم العقول نحو التطوير سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -وفّقه الله-
انقلوا عن وطننا الأصالة في قالب الحضارة أغنية وزِيّاً، وقصيدة وابتكاراً، في محافلنا ومنشآت علمنا، في سفرنا وفي أبسط ملامح حياتنا، وطن منحنا كنوزه حكاماً وأمناً وعدلاً، فلنمنحه تاريخًا يغرِّد بهم حباً وتآلفاً وإرثاً.