د.عبدالعزيز العمر
يتم محاكمة وتقويم فاعلية أي نظام تعليمي في ضوء نوعية وجودة مخرجه التعليمي (الطالب تحديداً)، بل إن النظم التعليمية المتقدمة تتميز عن غيرها في جودة منتجها الطلابي، لكن دعونا هنا نتأمل في نوعية وسمات الطالب الذي يجب أن تنتجه خطوط إنتاجنا التعليمية، إليك طرفاً من طموحاتنا التي نتطلع إلى تحققها في مخرج تعليمنا (الطالب): نريد طالباً مستقلاً في تفكيره، وليس مجرد صدى للآخرين، نريده واثقاً فيما عنده وشاكاً فيما عند غيره، نريده ذا عقل منفتح ومتسائل، نريده طالباً لا يتمسك بقناعات وأفكار مسبقة تجعله يرفض دائماً قبول الجديد، لا يقفز فوق حقائق الواقع ليصل إلى استنتاج يرغبه، لا يتوهم أنه يمتلك الحقيقة بمفرده، تهمه الفكرة وليس قائلها، يرى أن قيمة الفكرة لا تقاس بعدد المؤمنين بها، بل في صمودها في وجه أي تحليل يحاول نقضها، نريده طالباً موضوعياً لا يقوده الهوى والتحيز، نريده طالباً باحثاً عن المعرفة ويعرف كيف يصل إلى مصادرها الموثوقة، نريده طالباً لا يضفي قداسة على أشخاص (في أمور دنياه) تجعله يقبل أفكارهم دون تمحيص، نريده طالباً يبني قراراته على معلومات موثقة. وأخيراً، هل تعتقدون أنني أحلم؟ إطلاقاً لا، فما أشرت إليه من طموحات في مخرجنا التعليم حققته نظم متقدمة.