بدر بن عبدالمحسن المقحم
منذ قيام الجمهورية الإيرانية في طهران على أثر سقوط النظام البهلوي عام 1979م وحكام بلاد فارس استمرؤوا لعبة الخراب والدمار في المنطقة وعاثوا في الأرض العربية الفساد والكثير من التدخلات عبر بوابة الإرهاب السياسي الفكري جاعلين المليشيات التابعة لهم في أكثر من بلد عربي الجسر الموصل لأهدافهم وتنفيذ أجندتهم الخبيثة للنيل من الأمن القومي العربي وتخريب مكتسباته ونشر الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في أرجائه بدءاً من لبنان وسوريا ومروراً بالعراق وحتى اليمن بكل محافظاته ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة القائم على ترسيخ السلم والأمن الدوليين والحيلولة دون تقويضهما في العالم، وبحكم تمتع منطقة الخليج بموقع إستراتيجي وما حباها الله من ثروات وموارد مهمة كنفط مثلاً (مصدر الطاقة العالمي) واحتياج هذه المادة للنقل البحري الآمن عبر ممرات الملاحة الدولية الذي يعد مضيق هرمز من أهمها، حيث يبلغ عرضه 60 كيلومتراً وتعبره يومياً الناقلات النفطية العملاقة التي يزيد وزنها على 100 ألف طن، كما تصل فيه ساعات الذروة إلى ناقلة واحدة كل 6 دقائق أي بمعدل يومي وقدره 300 ناقلة وبتدفق بترولي يصل إلى أكثر من 17 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل تقريبا 35 % من تجارة البترول البحرية، و20 % من إجمالي التجارة البترولية في العالم، فإن هذا المضيق والبحار المتصلة به وفي ظل هذا الإرهاب بات عرضة للتهديدات الإيرانية إضافة إلى أن ناقلات النفط العملاقة أصبحت هي الأخرى تحت الخطر الإيراني وممارساتها العدوانية ضد دول المنطقة وبالذات دول الخليج الست المنتجة لهذه المادة الأساسية في عالم اليوم، بل إن الأمر وصل لدى قادة طهران الجرأة على التدخل في الشأن الداخلي العربي والعمل الدؤوب في دعم أذرعها وميلشياتها المسلحة بكل وسائل القوة والتمكين حتى باتت اليمن على سبيل المثال لا الحصر تحت الاحتلال الحوثي، ولبنان شبه محتل من حزب حسن نصرالله ومن خلال قواته المسلحة وشبكاته العاملة في مجال تهريب المخدرات لدول الإقليم العربي والأوروبي، والعراق يعيش حالة من الحصار السياسي الإيراني وتحت تأثير قوات الحشد الشعبي، بينما سوريا تعاني الأمرّين من الوجود الإيراني الواضح للعيان والعبث بتركيبته الديمغرافية لصالح زرع وتوطين العنصر الشيعي هناك وعلى حساب الأكثرية السنية الموجودة على الأراضي السورية، جاعلة (أي إيران) لب هذا العملالإجرامي قائماً على تصدير الثورة والطائفية والعنصرية لدول المنطقة، والعمل على بث الفكر الإثني عشري الفاسد المبني على ولاية الفقيه وذلك في أوساط المجتمعات السنية ذات الغالبية العظمى في هذه الدول. إن أمراً بهذه الخطورة يستدعي من المجتمع الدولي وقفة والنهوض بمسؤولياته نحو الوقوف في وجه إيران والحد من خطرها عملاً بالفصل السابع من ميثاق هيئة الأمم المتحدة باعتبارها أصبحت مزعزعة للأمن والسلام الدوليين، ومهددة لمصالح دول المنطقة برمتها، ومعرضة للبيئة البحرية وخطوطه الملاحية لمزيد من المخاطر والدمار، والاقتصاد العالمي لأضرار بالغة جراء السكوت على سلوكها العدواني. وخططها التوسعية.