إبراهيم بن سعد الماجد
(شي) فتاة صينية قامت بعملية تجميل، فكان أن بدأت دومًا في صورة المشدوهة! مما أصابها بالاكتئاب الدائم. فلم تعد قادرة على الابتسامة!
وقد تنصّل مركز التجميل من مسؤولية تحولها إلى هذا الشكل المحزن، مدعيًا عدم التزامها بالتعليمات.
وهناك أكثر من (شي) في مجتمعنا ممن قمن بعمليات تجميل، عضضن بعدها أصابع الندم لكون ما رسمنه في مخيلاتهن كان بعيدًا عمَّا تحقق!
في عالم بات يعشق التزييف، ويطرب لكل ما هو غير مألوف، بل ويخاطر بصحته، وربما بحياته من أجل جمال - محتمل - وقبح مؤكد! وعندما أقول - قبح مؤكد - فإنني أستند على وقائع كثيرة، راح ضحيتها نساء كن في حالة صحية ممتازة، وأشكال خَلقيّة معتادة، ولكنهن من باب التقليد دخلن في دوامة النفخ والقص والشذب، والرفع والخفض، بل (والنصب) فذهب المال ولم يأت الجمال!
فكانت الحالات النفسية المتردية، التي لا تقتصر على صاحبة الحالة، بل إنها تشمل كل من حولها، مما يعني أن الخطر متعدٍ.
ما يحصل في عالم التجميل هو في الحقيقة حلقة من سلسلة طويلة لعالم مزيَّف، مزيَّف في أشكاله.. مزيَّف في مشاعره.. مزيَّف في علاقاته! حتى صار الكثير لا يثق في كل ما يرى أو يسمع، ويقدِّم سوء الظن على إحسان الظن.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عندما نرى هذا الإقبال الكبير على عيادات التجميل، هو : ما هي معايير الجمال التي تنشدها المرأة؟ الذي نقله لنا الشعر العربي يختلف تمامًا عمَّا تنشده المرأة اليوم، ودون دخول في تفاصيل الأشكال، فإن ما كان يتردد من وصف للمرأة الحسناء، لم يعد اليوم معيار جمال، بل ربما صار معيار قبح!
أين الخلل؟
أعتقد أن الخلل الذي حول المجتمع إلى مجتمع مُزيَّف يكمن في ثقافة التقليد، تلك الثقافة التي تجر كل من اعتنقها إلى تتبع أفعال الآخرين، بغض النظر عن أهميتها للشخص من عدمها، ومحاولة التقليد، في اعتقاد خاطئ بأن هذا الفعل أو ذاك يأتي في مسار التمدن والتحضُّر والتطور!
قلت: كيف ستبدو جدات الغد؟ تخيلوا.. وابتسموا!