جعل الأولاد يشاهدون المسلسلات التي فيها تمثيل للصحابة
* هل يجوز لي أن أجعل أبنائي يشاهدون المسلسلات التي فيها تمثيل للصحابة -رضي الله عنهم- إذا كانت هادفةً ونافعةً لهم تربويًا؟
- تمثيل الصحابة -رضي الله عنهم- محرَّم، فلا يجوز تمثيلهم؛ لأمور كثيرة جدًّا، أولًا: أنها امتهان لهم، وإنزال لهم عن منازلهم، وقد يُمثِّلهم أو يَتمثَّل بهم مَن لا خلاق له كما هو الواقع، المقصود أن هذا التمثيل حرام، وإذا كان التمثيل حرامًا لم تجز مشاهدته، وتقول: (إذا كانت هادفةً ونافعةً تربويًا)، نقول: لنا بمن تقدَّم أسوة حسنة، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، وعلى كل حال ما عند الله لا يُنال بسخطه، فعليك بالأسباب النافعة الثابتة عن النبي - عليه الصلاة والسلام -، وعن سلف هذه الأمة في التربية، والله المستعان.
* * *
كتابة آية من القرآن على العضد أو النحر؛ لطرد العين والسحر
* ما حكم كتابة آية من القرآن الكريم على العضد أو في النحر؛ لطرد العين والسحر؟
- هذا لا يجوز، والقرآن لم يُنزل لهذا، وكتابتُه في هذه المواضع لا شك أنها امتهان له؛ لأنه قد ينام على عضده، وقد يَعرق نحره، إلى غير ذلك، المقصود أن هذا امتهان للقرآن، والقرآن لم يُنزل لهذا، فلا يجوز البتة، والله المستعان.
* * *
صلاة ركعتين شكرًا لله عند حصول النعم
* هل الشكر له صلاة خاصة أم يكفي فيه السجود فقط؛ لأني أرى بعض الناس يصلي ركعتين ويقول: صليتُها شكرًا لربي على كذا وكذا؟
- المعروف الذي دل عليه الدليل هو السجود: سجود الشكر، فإذا تجدَّدتْ نعمة وحصل له من هذه النعمة شيء فإنه يسجد شكرًا لله -جل وعلا-، وليس للشكر صلاة خاصة.
واستحضار الشكر مطلوب، (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7]، فعلى المسلم أن يستحضر الشكر في كل حال، وأن يشكر الله على جميع أحواله ويحمده ويديم ذكره.
* * *
استمرار المحتسب في العمل في السوق إذا خشي الفتنة على نفسه
* أعمل مع الهيئة في أمر الناس بالخير ونهيهم عن المنكر في أحد الأسواق، لكنني أحس أحيانًا بالتأثر من بعض المناظر، فهل تنصحونني بالاستمرار في هذا العمل؟
- لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الدين، وهي سبب خيريَّة هذه الأمة، كما قال الله -جل وعلا-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران: 110]، فأنت عملك عظيم وقائم بهذه الشعيرة، وأجرك عند الله وفير، لكن إذا كنتَ تتأثر من بعض المناظر وهذه تؤثر عليك وقد تقع بسببها أو من جرائها فتنة في قلبك، فعليك أن تترك هذا العمل ولاسيما في هذه المواضع التي فيها من مثيرات الفتن ما فيها كالأسواق، فأنت عليك أن تحرص على نفسك قبل غيرك، فإذا خشيتَ من الفتنة فاترك، والله المستعان.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-