غابت سحائبُها فشحَّ هطولي
وغدتْ عناويناً فضلَّ دليلي
فتأهبتْ لرجوع ماضٍ فاكتوى
بوعودِها قلبي وزيغُ ميولي!
وكأنَّنا والحبُّ بين مشرِّقٍ
لمغرِّبٍ نمضي بغير وصولِ
كمْ موعدٍ هَدمتْ وكمْ هتْفٍ بلا..
ما عدتُ طفلَ كلامِها المعسولِ!
أسفي على تلك الليالي ضاجعتْ
فكري ومخيلةٍ خلتْ بمقيلي
أسفي على تلك القصائدِ سطَّرتْ
ألحاظُها عِشقاً بلا تأويلِ
أسفي على وقت انتظارٍ ما انتهى
إلاَّ [بسوفَ] لآخرٍ مجهولِ
تتذبْذبُ الأشواقُ في تكوينِها
وتسيرُ أشواقي لهمْسِ أفولِ
إنِّي سئمتُ الهيْمَ من تسويفِها
وأعاب فوها منطِقَ التَّأجيلِ
غرستْ أزاهيرَ الودادِ فلم تجدْ
سقيا فماتتْ عنوةً بذبولِ
إنَّ المشاعرَ لا تُبدَّلُ إنْ صفتْ
صدْقاً بصادقةٍ وشأوِ نبيلِ
والحبُّ مثلَ الشَّمسِ لكنْ لم يغبْ
يوماً ولم يجنحْ إلى [ تمثيلِ]
وأجلُّ هذا الحبِّ ما يمضي بنا
لسموِّ قصْدٍ لا لسوءِ غفولِ
من يسلكوا درب اللعين يسرْ بهم
للشرِّ أجساماً بغير عقولِ
أمَّا ذوو الألباب لم يسعوا إلى
زيفٍ ولم يصغوا إلى تضليلِ
** **
- منصور دماس مذكور